Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الاستفادة من فشل المشروعات

إستكمالاً للمهارات التي إكتسبها الريادي في جميع المراحل التي مر بها فإنه يجب أن يضيف الى مهاراته كيفية الاستفادة من تجارب فشل مشروعات الآخرين . ويرسخ المفاهيم المعرفية لديه حول آلية تجاوز التحديات وفشل المشروعات وتحويلها إلى فرص وجعلها مجالاً لزيادة الخبره الإدارية والتسويقية والبيعية وحافزاً مناسباً بعدم الخوض في تجارب فاشلة خاضها غيره.
فبحسب بروفيسور إدارة الأعمال في جامعة هارفورد مايكل بورتر، فإن التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة، تتمثل في الخوف من الفشل مما يثني كثيرًا من رواد الأعمال عن الانطلاق في تحقيق أفكارهم.
وكما يقال بأن تجربة ريادي الأعمال الفاشل هي رحلة من أهم مميزاتها أنها لا تتحدد في نقطة الوصول، رحلة طويلة لا تعتبر نقطة الوصول فيها هي الأهم بل في المسار الذي تأخذه.
ريادة الأعمال هي سلسلة متواصلة من التجارب، من النجاحات الصغيرة والإخفاقات الكثيرة التي تدفع نحو نجاحات أخرى تتشكل في النهاية على شكل نجاح واحد كبير، ما كان يمكن الوصول إليه لولا التجارب التي سبقته.
فحين يعلن ريادي الأعمال عن بيع شركته التي بدأها من الصفر ويحقق من ذلك ربحا صافياً، يكون قد فشل فشلاً كبيراً وإتخذ المسار نفسه الذي يسبق النهاية. فهو اقترب من النهاية بسبب قلة ممارسته وتوقف نشاطه وهذا ما يجب أن يدركه كل رائد أعمال وهو أن الفشل ليس نهاية المطاف. فالفشل :
 

مرحلة لا مفر منها ولا خوف منها،
ريادة الأعمال هي مسار طويل من التجارب المتنوعة التي قد تؤدي في النهاية إلى نقطة وصول لم تكن متوقعة أبدا في البداية.
 
التغلب على هذه النظرة من أهم معوقات للتعامل مع الفشل والإستفادة منه. ويقاس المجتمع بمدى تقدمه المعرفي في تشجيع أصحاب المنشآت الفاشلة، لتكون محركًا فاعلاً لإعادة تجاربهم بأنفسهم وبداية لإنطلاقة أخرى صحيحة حتى يعطوا العبرة والدروس لغيرهم في اقتصاد المعرفة.
تحقيق الريادة في إدارة الأعمال لا تكون بتوفير البنية التحتية فقط بل في تغيير ثقافة المجتمع لقبول التحدي والتفكير بطرق مختلفة تواكب العصر، والتناغم بين الجهات العاملة وتحفيز المواهب حتى بعد إخفاقات المشروعات الريادية ، والعمل على بناء مجموعات مترابطة من ريادي الأعمال وشبكة تبادل معرفي لتجنب أخطاء الآخرين وعدم تكرارها. فليس هناك فشل بل خبرات وتجارب ، مقاومة الفشل والإستمرار فى المحاولة هي إحدى الصفات التى غرستها مفاهيم التنمية البشرية فى رواد الأعمال.
يعتبر الفشل كابوسا لدى ريادي الأعمال، كونه من المحرمات في المجتمعات، فالفاشل منبوذ ومحط سخرية من الآخرين، لذلك يعزف الكثير من الشباب العربي عن المبادرة في خلق أعمال جديدة ويفضلون أول وظيفة تتاح لهم . ومن لا يفلح منهم في مواجهة صعوبات ريادة الأعمال  فإنه غالبا ينكسر عند أول فشل ويطلق ريادة الأعمال طلاقا بائنا لا رجعة فيه، عائدا إلى المربع الأول باحثا عن وظيفة يومية رتيبة مضمونة.وهذا فهم خاطئ لريادة الأعمال، فالفشل في ريادة الأعمال ليست نقطة النهاية.
فبحسب الاقتصادي جوزيف شومبيتر Joseph A. Schumpeter الذي يعد واحدًا من أهم المفكرين الاقتصاديين في سيكولوجية الريادة"The Entrepreneurship Psyche".
والذي تبنى رأيًا مفاده أن : الفشل هو مرحلة يمر بها كل الرياديين في الطريق نحو النجاح. ويعتقد شومبيتر أن القدرة على تحمّل الفشل ثم النهوض من وسط الركام للفوز في المعركة، هي أحد اهم خصائص روّاد الأعمال.
 
لذا فإن من الامور المنطقية التي لابد من التعامل معها يومياً في حياة اي رائد اعمال ” الفشل “، وكما باقي الأمور التي لها جانبان جانب مميزات وجانب مخاطر . وعدم إظهار أحدهما على حساب الجانب الآخر يؤدي الى تهمش امكانية الفشل.
يقول د. إبراهيم الفقي” المؤسسات المتميزة والمبدعة تمنح موظفيها الحق في أن يخطئوا ”
يمكن أن نورد قصة رائد الأعمال  ستيف جوبز الذي فشل عدة مرات قبل ان يصل إلى ما يصبوا إليه، فقبل انشاء شركته الثانيةNeXT، قام ببيع حصته في شركة آبل و ترك سهم واحد فقط من اسهمه فقط ليتمكن من حضور اجتماعات حاملي الاسهم إن أحب.
ووضع شركةNeXT لم يحقق النجاح الذي كان يتمناه في بداية الامر، إلى ان قام في عام 1986 بشراء شركة سميت فيما بعد بـPixar و هي متخصصة في انشاء الافلام الحركية، و اكثر الناس تعرف Toy Story و الذي صدر في عام 1996 حيث لعب دور المنتج له، و في عام 2006 قامت ديزني بالاستحواذ على شركةPixar ..
و في عام 1996 قامت شركة آبل بالاستحواذ على شركة NeXT ليعود ستيف إلى شركته بعد ان تركها مزوداً اياها بلغة البرمجةNeXTSTEP , و التي تم استخدامها للوصول إلى مانشاهده حالياً من أجهزة تعتمد علىiOS ..

 
فالفشل لدى الريادييعني فقط تغيير فى الأولويات: البعض يعتبر الأرباح أهم ما تنادي به ريادة الأعمال والحقيقة عكس ذلك، ريادة الأعمال تنادي بإيجاد فرص جديدة وأفكار جديدة وثقافة جديدة ومواصلة الرحلة فى مجال ريادة الأعمال.
المهم : ليست المشكلة في ان تفشل، لكن المشكلة ان لا تحاول من جديد ..  فالانسان يتعلم من خطأه وريادي الأعمال يتعلم من أخطاء غيره.
 
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى عدم نجاح ريادة الأعمال.
أولا : الجهل  - لا يعرف كيف يبدأ من جديد
       قد لا تكون مشكلة الفشل فى مجال ريادة الأعمال فحسب، بل أنها مشكلة فى كافة نواحي الحياة، فالكثير من رواد الأعمال قد لا يعلم ويجهل كيف يبدأ من جديد، أو من أين يبدأ من جديد، ويعتبر هذا هو السبب الأول الذى تحاول الهيئات والمؤسسات المختصة بريادة الأعمال الاهتمام به، نظرا لأهميته البالغة في التعامل والخروج من تجارب الفشل بتجربة أكثر حنكة.
 
ثانيا : الملل – عدم الصبر والالتزام
         الكثير من رواد العمل ، خاصة في البدايات تجدهم مصابين بالإحباطات، فلو علمنا بأن أغلب أصحاب الأعمال يفشلون عشر مرات مقابل نجاح وحيد فإن الالتزام بالعمل الجاد و الخروج من التجارب غير الناجحة يتطلب الصبر و الالتزام بالعمل الجاد و المحاولة مرة تلو مرة، و لذا تجد البعض و بعد فترة وجيزة من العمل يتجه للبحث عن الوظيفة أو الدخول في مشروع عمل آخر  بسبب ملله من العمل الحالي المصاحب لصورة ضبابية للمستقبل يجعل من الظنون من الفشل تلاحقه. فلا يصبر  حتى يصل للنجاح فإن كان النجاح سهلاً لما عرفنا له قيمة ، ولكنه الغاية التي يحصل عليها الريادي نتيجة الإيمان والإصرار عليه مهما كانت الظروف.
 
ثالثا : الكسل – لا يحب العمل الجاد
          ويعتبر هذا هو السبب الجوهري في فشل الكثير من الأعمال، إلا أن ريادة الأعمال تتطلب عملا و تطويرا مستمرا على المستوين الشخصى والعلمي، فعلى المستوي الشخصي باكتساب المهارات وأما المستوى العلمي فبدراسة الطرق والوسائل الجديدة , بل وإنها تحتاج إلى الكثير من الحركة في البحث و الدراسة لتطوير المشروع و البحث عن الفرص المناسبة له و دراسة السوق و غيرها من الأمور التي لربما لا يمكن لأي كان أن يقوم بها جالسا أو متكئاً أمام التلفاز،  فلابد أن يعلم الريادي أن سر نجاح العمل الحر يكون بالعمل بما لا يقل عن (14) ساعة يوميا في  (7) أيام أسبوعيا و على مدار (سنتين إلى خمس سنوات) حتى يحقق النجاح الكبير وهذا كله يتطلب تضحيات كبيرة.
 
وإذا كانت المشروعات الصغيرة محفوفة بالمخاطر كما ترى يمكن النظر الى الاستفادة من فشل المشروعات وإعتبار أن :
 

للمخطئ أجر وللمصيب أجران.
ترسيخ ثقافة تقبل الفشل.
كن ريادي أعمال كالطفل يكرر محاولاته ولا ييأس.
إجعل خطط بديلة بدل أن تيكون لديك خطة بيديلة واحدة ( خطةB) ، ضع خطط بديلة أخرى E , D ,C , ........... الخ.
التفاؤل طويل الأمد هو المطلوب من الريادي.
التركيز على نجاح الفكرة وليس تحقيق الربح المادي.
وأخيراً إحمل كريادي أعمال شعار " الشباب غير فعيشها غير".

تاريخ آخر تحديث : يناير 12, 2023 12:39ص