قصص نجاح الرياديين
قصص نجاح سعودية
1- مطاعم البيك قصة نجاح على لسان مالك سلسلة مطاعم البيك
من قبل 35 سنة كانت المملكة تعيش فترة الطفرة فكان الناس أكثر اكلهم خارج المنازلفكان هناك حاجة ماسة إلى مطاعم صحية فجاءت الفكرة من الوالد في البحث عن مطاعم نظيفة تقدم وجبات صحية للمجتمع , لأنه في تلك الفترة كانت المطاعم شعبية وغير نظيفة, فاخذ يبحث في السوق المحلي ( دارسة جدوى ) فلم يجد ما يريده , ثم سافر إلى الخارج وتعاقد مع شركة تسمى ( البروست ) فكانت هذه أول كلمة تدخل في مصطلح الشارع , وكان الوالد وكيلها في المملكة – جدة.
فعندما بدأ كان هو الذي يعمل الأكل ويستقبل الزبائن ويتحاسب معهم ويعمل كل شيء في المحل لوحده وكان هذا الأمر صعبا جداعليه , وبما أن الفكرة كانت جديدة على المجتمع فكان تقبل الناس بطيء جدا لانهم تعودوا على دجاج أبو سيخ وكانت بدايته في 1974وهي أول بداية وأول فرع كان في المطارالقديم , وكان زعلان جدا وقلق بسبب قلة الزبائن فلم يكن يأتي سوى 100 شخص على مدارالسنة.
رغم ذلك فانه كان شديد الاصرار على النجاح.
وبعد سنتين توفى الوالد وكنا مانزال في الجامعة (احسان ورامي) فجاءنا خطاب من الشركة التي كان متعاقد معها الوالد تخبرنا بان الوكالة ألغيت بسبب موت الطرف الآخر (الوكيل) , فاصبح العمل كله ضائع , وماكان لدينا رؤية لكي نكمل هذا المشوار , بعد سنتين من الحادثة تخرج الابن الاكبر (احسان) من الجامعة تخصص (بترول ومعادن) فأخذ يفكر في طريقة ليكمل المشوار الذي بدأه الوالد فوجد فوضى كبيرة مثل الخسائر ومؤسسات كانت لدينا غير مجال المطاعم , فمثل هذا الشاب كان في مطلع العمر واتخذ قرارا جريء جدا وهو أن يصفي كل الأعمال الموجودة ويختصرها على شغل المطاعم , وهذا القرار اثر علينا حتى هذه اللحظة وهو أن نعمل في مجال المطاعم بالرغم من انه في غير اختصاصنا.
تخرجت انا (رامي) بعد سنتين من الجامعة , ثم جاءت رسالة من البنك بمديونية بالملايين , فاعطانا البنك خيار من اثنين:
أولاً : اما أن نسدد الديون على دفعات لمدة سنتين
ثانياً : نحجز كل الممتلكات
ولكن بسبب وجود حافز لدينا في اكمال المشوار الذي بدأه الوالد اخترنا التوقيع على كمبيالات ودفعناها على مدى سنتين.
وكنا نستخدم التقشف فكنا نعمل في مكاتب صغيرة جدا وضيقة حتى السقف كنا نحني رؤوسنا عندما نقف , والغينا الشاي والقهوة في المكاتب , وقد علمتنا هذه التجربة كيف نحافظ على اموالنا وحلالنا , وتعلمنا أيضا أن لا نأخذ قرض من أي بنك.
واصرينا على المعرفة وان نعرف كل شيء يتعلق بمجالنا على أساس نستطيع ادارته بشكل سليم
فسافر اخي (احسان) إلى فرنسا لدراسة علم (تكنولوجيا الإدارة) والتي من خلالها استطعنا أن نصل إلى الاستقلالية في العمل بمعنى أن نتخلص من موضوع الوكالة فقد كنا نشتري الخلطات السرية من الشركات وهذا كان مكلف , فاخذنا نفكر بانهعندما نتوسع في العمل يجب أن يكون لدينا علم يغنينا عن هذه الشركات
فاشتغلنا على الخلطات السرية وجربناها على الزبائن دون علمهم , فاخذت منا هذه المرحلة من 3 إلى 4 سنوات , فقد كنا يوميا نحضر المواد الأولية نشحنها على السيارة ونغلق البابفي محل سري لا يدري عنه احد , نحضر فيه الخلطات ثم نذهب بها إلى مركز الإنتاج
بالنسبة لي كان لابد أن اعمل انا بنفسي , فخلعت الثوب ولبست زي المطاعم وجلست فترة طويلة في المطاعم على ركبي نظفت الحمامات ومسكت المكنسة وتعلمت كيف اكنس وامسح الغبار , تعلمت خدمة الزبائن والكاشير , فهذه شغلة ضرورية جدا لأي شاب يبدأ عمله الجديد.
بعد ذلك واجهتنا مشكلة وهي وجود 400 مطعم بروست في مدينة جده وحدها, وقد اسيئ لكلمة ( بروست ) بمعنى الكلمة , فلو اخبرت شخص في ذلك الحين عن مطعم بروست فسوف يسألك ( هل هو صحي هل هو نظيف .. الخ ) فكان لازاما علينا أن نميزمنتجنا عن باقي المطاعم المنافسة , فاخذنا في تدريب ا لعاملين على فن الخدمة وترتيب العمل والجودة في المنتج حتى يلمس الزبون الفرق بيننا وبين المطاعم الأخرى, وأيضاجاءت فكرة اسم ( البيك ) وحتى ننفصل عن اسم البروست فاجتمعنا نحن العائلة وبدأنا بكتابة قائمة كبيرة بأسماء مقترحة حتى توصلنا إلى اسم (البيك) وهو مأخوذ من المصطلح العثماني (الباشا)
أسباب نجاح البيك كشركة:
تعتمد الشركة على أربعة أعمدة رئيسية إذا فقدت واحدة اختل التوازن وهي:
الناس
وهم الزبائن والعاملين , فقبل أن نتخذ أي قرار كان يجب علينا أن نراعي ماهي الفوائد التي سيجنيها الزبون والعامل أيضاً.
الجودة
(جودة الأكل وجودة الخدمات) فان لها أولوية.
الربح طويل المدى
لا تفكر في الربح القصيرفان أي شيء يأتي بسرعة سيذهب بسرعة,
فلقد استمرينا أكثر من 25 سنة بسعر ( 10ريال ) وكان بإمكاننا أن نزيد من السعر , ولكن التزامنا بالربح الطويل هو الذي ساعدنا على النجاح.
التفاعل مع المجتمع
أي شركة أو فرد يفكر انه يستطيعأن يعيش في مجتمع يظل يأخذ منه ولا يعطي في المقابل فهذا عنوانه الفشل..
رسالة شركة البيك:-
أفضل شيء يسعدنا هو أن نزرع ابتسامة في وجه الزبون,
أننا دائما ما نقف بجوار الكاشير وننظرالى الزبائن ونعد كم شخص ابتسم أثناء خدمتنا له , فهذا أمر يسعدنا جدا.
الأمر الثاني هو:
أعضاء الفريق: أفضل شيء في الحياة أن ترى اعين الانسان الذي يعمل معك براقة
وذلك لأنه يأخذ في التعلم وينمو معك وان ترى اعينه تتحدى الصعاب التي يواجهها ومن خلالها فانه يصل إلى مراكز لم يكن يحلم بها في حياته.
قصة قصيرة:
كنت في المطار انا وعائلتي للسفر فكنا واقفين طابور وكان الطابور زحمة جدا لتصديق الجوازات , فنادى موظف الجوازات علي بصوت عالي * تعال * ففرحت انه سيمشيني قبل الآخرين فاشرت له وقلت له أنا واشر على نفسي , فقال لي : لا ليس أنت واشر على شخص كان يقف أمامي فكان هذا الشخص هو واحد من أعضاء فريقنا يعمل في فرع حراء – جدة * هندي الجنسية * فمشاه قبل الآخرين فعندما قربت من موظف الجوازات قلت له ماهو السبب في أن تقدمه عنا فقال لي* اووه .. هذا البيك * فكل مرة اروح عنده في حراء يمشييني بسرعة ويضع لي الثوم الزيادة والعيش الزيادة.
فكنت سعيدا جدا بغض النظر عن اني صاحب البيك.
فالزبون لا يعرف من هو * احسان أو رامي أبو غزالة * ولكنه يعرف الشخص الذي يتعامل معه فقط.
من هم منافسينك ؟
المنافس الحقيقي ليس المطعم الذي يعمل في مجالنا بل أن منافسينا هم أي شخص يقدم خدمة سواء كان بنك أو سوبر ماركت, لماذا ؟
لو تخيلت نفسك ذاهب إلى بنك في الصباح فوجدت حارس الأمن في البنك لابسصح ويبتسم لك ويرحب بك ويفتح لك الباب,
وبعد ساعة ذهبت إلى البيك ووجدت حارس الأمن في البيك جالس على حوض الزرع وملابسه غير مرتبة ولا يبتسم وهو سائل فيك
فالانطباع الذي سيتولد لديك هو لماذا الخدمة في البنك أفضل من البيك ولماذا حارس الأمن هذا ليس مثل حارس امن البنك بل أفضل منه.
فالمنافس هو كل من يقدم خدمة ويقدمها أفضل منا.
وختاماً,,, هذا السر منقول عن أحد الأشخاص اللي يعرفهم شخصياً واستحلفنا ان لا نذكر اسمه أو علاقته بهم
ويبقى سر النجاح
إن في كل وجبة يدفع ريال صدقة
سبحان الله هذا مصداق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
ما نقص مال من صدقة , بل تزده , بل تزده, بل تزده
حيث انهم قرروا ان يتصدقوا بريال من كل وجبة بعد وفاة والدتهم لمدة ثلاثة اشهر فقط ابتداء من رمضان فزادت أرباحهم ومبيعاتهم بشكل خيالي في فترة الثلاث اشهر التي قرروا ان يستقطعوا الريال فيها من كل وجبة فاستمروا في هذة الطريقة حتى الآن. طبعا زادت المبالغ المخصصة للصدقة مع تزايد المبيعات والفروع فقررت الإدارة أن يتم تنويع مخارج الصدقة من الطريقة التقليدية بتوزيع الصدقات يدويا أو على الجمعيات الخيرية إلى المشاركة في الخدمات المقدمة للمجتمع مثل مشاريع التوعية والتثقيف وتعليم الاطفال الفقراء ورعاية المعاقين وكما هو معروف أن البيك يقدم الكثير من هذه البرامج الاجتماعية على مدار العام.
2- صالح كامل
بدأ العمل الخاص كمراجع حكومي "معقب". مؤسس ومالك مجموعة دلة البركة ومقرها جدة. واصل صالح كامل دراسته التعليمية حتى المستوى الجامعي. بعد ذلك انخرط في العمل الحكومي ، كفترة تمهيدية قبل ولوج القطاع الخاص. وتنقل في كل وزارات الدولة وفي كلمدن السعودية. بعد ذلك تفرغ للعمل الخاص كمراجع حكومي أو ما يسمى بـ"معقب". ويعتبرصالح كامل التجارة موهبة ، بدأ ممارستها من مرحلة الطفولة ، عندما كان يصنع من عظم الخراف أدوات لعبة شعبية يقال لها "الكبوش"، ويبيع ما صنعه لزملائه. وفي المرحلتين المتوسطة والثانوية، باشر في تحرير وإنتاج المجلات المدرسية وبيعها، والكسب منها. وفي تلك الفترة كان صالح كامل أول رئيس لفرق الكشافة في السعودية. ويقول عن هذه التجربة: "من هذه الرئاسة أتتني فكرة استيراد ملابس رياضية ، وقتها أخذت من والدي ،مبلغ 3000 ريال. سافرت إلى لبنان، واشتريت بدل كشافة وصافرات وسكاكين وكتب كشفية جلبتها معي إلى السعودية. ثم كنت أضع بضاعتي في حقيبة سيارتي وأدور بها على مدار سجدة. وفي المرحلة الجامعية، حصلت على إذن لتأمين مطبعة لنسخ مذكرات الطلبة، وقمت باستئجار محل صغير قرب الجامعة، وأصبحت أبيع لزملائي المذكرات المستنسخة. وعندما عملت في الحكومة كنت اعمل ممثلاً مالياً في الصباح ، وعاملا في مطبعتي في المساء. كذلك كنت من أوائل الذين افتتحوا المطابخ في الرياض. حيث افتتحت مطبخاً اسمه "مطبخ الملز الشرقي". فقد كان لدينا طباخ ماهر في منزلنا في جدة اسمه صالح خاطر، تعاونت معه في إنشاء المطبخ. وهكذا أصبح وقتي موزعا بين عملي الحكومي الصباحي والمطبعة في المساء مع المطبخ. وعن انتقاله إلى العمل الخاص يقول صالح كامل أن وزارة البرق والبريد والهاتف السعودية طرحت مناقصة لنقل البريد الداخلي. فقمت بعمل مشروع البريد الطواف ، وكان رأس مالي هو 300 ألف ريال، هي كل ما جمعته من المطبعة والمطبخ. واشتريت سيارات تويوتا "جيب". وكان وقتها سعر السيارة 12 ألف ريال. فاشتريت 30سيارة وبدأت العمل. وقبلها قمت بعمل تجربة بنفسي، إذ طفت على جميع مدن وقرى السعودية. وقست المسافة بين كل منطقة وأخرى. وأصبحت قادرا حتى على تحديد كمية الوقود التي تحتاجها كل سيارة لتصل إلى هدفها. ونجح المشروع، واستمر لمدة 15 عاما. ثم بدأت مشاريع التلفزيون. نقطة التحول الرئيسية في حياة صالح كامل العملية كانت عند حصوله على عقد مدرسة الدفاع الجوي في جدة. بعد تقديم عرض بمبلغ 15 مليون دولارفقط منافس لعرض شركة "نستيول" الأميركية التي طلبت مبلغ 155 مليون دولار، عملية المطار المدني توسعت وشملت صيانة مواقع الدفاع الجوي في جميع أنحاء السعودية ،بالإضافة إلى 22 مطارا مدنيا. بعد ذلك اشترك صالح كامل مع شركة أميركية متخصصة فيصيانة المطارات اسمها "افكو"، وأسسوا "افكو دلة". اكبر مقاول صيانة في العالم في أواخر السبعينات إلى منتصف الثمانينات. دلة كان اسم التدليل لعبد الله كما هو معروف في الحجاز. وكانت جدته تدلل والده بـ"دلة" ، وقد استعمل هذا الاسم. ولقد كان الناس في البداية يهزئون من الاسم لغرابته ، واليوم بات الاسم رديف منشأة عملاقة.
3- الشيخ صالح الراجحي
كانت بداية الشيخ صالح الراجحي في دنيا المال والأعمال كحمال وتاجر للخردة، في الصباح حمال بأجرة بسيطة، وبائع للخردوات بعد صلاة العصر وذلك في الأربعينات الميلادية. بدأ حياته التجارية من الصفر ولم يكن في خلده أن يكون ثراؤه بهذا الحجم. وكان كما قال " كنت أعمل في الصباح والمساء وأبيع وأشتري في أعمال بسيطة كبيع المفاتيح والأقفال وبعض الخردوات" وقاده بيعه للأقفال والمفاتيح إلى الإمساك بمفاتيح احد اكبر الخزائن والبنوك في السعودية. ويضيف "كنت أشقى في بحثي عن لقمة العيش منذ ولادتي في البكيرية". أما عن بدايته مع الصرافة والبنوك فيقول "أنني كنت اجلس في إحدى الساحات في الرياض قديما وأبسط لأقوم بصرف النقود للناس (تغييرالعملة) بعد أن اتجهت إليها وكان الناس يتهافتون علي للصرافة البسيطة جدا. افتتح أول مكان للصرافة عام 1366هـ ومنها انطلقت مجموعة الراجحي التجارية التي أصبحت الآن إمبراطورية مالية لا يحب أن يعلن عن رقم محدد لها.
4- الوزير المهندس علي النعيمي
جا ء العامل السعودي الجنسيه في نهاية يوم شديد الحراره و الرطوبه قاصدا الماء برادة ليشرب.
جاء مجهد و متعب و يتصبب عرقا بعد عناء يوم طويل من العمل الشاق تحت حرارة الشمس.
ما أن ملأ الكأس بالماء البارد و أراد أن يبرد جوفه ...جاءه مهندس أمريكي وقال له بغلاظه:
أنت عامل و لا يحق لك الشرب من الخدمات الخاصه بالمهندسين.
رجع المسكين و أخذ يفكر أيام و أيام و يسأل نفسه : هل أستطيع أن أكون مهندسا يوما ما وأكون مثل هؤلاء.
اتكل على ربه وعقد العزم و بدأ بالدراسة الليلية ثم النهارية. وبعد السهر و الجهد و التعب والسنين حصل على شهادة الثانوية.
تم أبتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية على حساب الشركة , وحصل على بكالوريوس في الهندسة ورجع لوطنه.
ظل يعمل بجد و اجتهاد وأصبح رئيس قسم ثم شعبه ثم رئيس أداره إلى أن حقق إنجاز كبير بعد عدة سنوات و أصبح نائب رئيس الشركه.
سبحان الله حدث وأن جاءه نفس المهندس الأمريكي ( وكانوا يمضون عشرات السنين بالخدمة بالشركة ) قال له:
أريد الموافقة على أجازتي وأرجو عدم ربط ما حدث بجانب الماء برادة العمل الرسمي.
فرد عليه بأخلاق سامية : أحب أن أشكرك من كل قلبي على منعي من الشرب , صحيح أنني حقدت عليك ذلك الوقت و لكن أنت السبب بعد الله فيما أنا عليه الان.
وبعد العرق والكفاح و الإخلاص و الوفاء و الولاء للعمل و للوطن أصبح رئيس الشركه.
هي من كبريات الشركات العملاقة في صناعة البترول , شركة ارامكو السعودية.
وبعد ذلك اختارته القيادة العليا لبلادنا الحبيبة ليكون وزيرا للبترول.
هذه قصة العامل السعودي والوزير السعودي المهندس علي النعيمي.
5- حمد عبد الله الزامل وإخوانه
هذه المرة نقدم نموذجًا ناجحًا استثنائيًا. فهذا النموذج ليس لشخص واحد ولكنها لاثني عشر أخًا جميعهم كانوا طلاب علم يحتاجون إلى الرعاية حين رحل عنهم والدهم بالعام 1962. انتقلت المسئولية للأخ الكبير/محمد ، ليحمل العبء ويتحمل الرسالة. كانت البداية ورشة للألمونيوم شراكة بين الإخوة والخال/علي. اختار الشركاءالأخ/أحمد لإدارة هذه الورشة (أو المصنع بمقاييس ذلك الزمان). وبعد فترة قرر الخال إنهاء الشراكة بينه وبين الإخوة ، وخيرهم بين المصنع أو قطعة أرض كانوا قد اشتروها مشاركة معه. ولقد كان الخيار صعباً ، ولكن القرار كان استراتيجياً لم يفكر فيها الإخوة كثيراً. كان خيارهم هو المصنع لتكون الصناعة قدرهم ومصيرهم. كان مصنع الألمونيوم صغيراً ولا يزال هذا المصنع المبروك صغيراً ، رغم توسعته، عندما يقف بجانب إخوته من المشاريع العملاقة التي نشأت من خيره ونمت على عوائده. وبالحقبة التي بدأت فيها الانطلاقة السعودية بكافة المجالات، كان التوقيت ملائماً للتفكير والدراسة بمشروع أكبر. وبدأ الإخوة بالتفكير في إقامة مصنع للمكيفات. كانت طموحاتهم أكبر من طاقتهم وقدراتهم أقل من سمعتهم ، تأكد لهم ذلك عندما اتصلوا ببعض الأسماء اللامعة في عالم صناعة المكيفات ظناً منهم بأنهم سوف يرحبون بهم وبمشاركتهم. وكانت الصدمة أن الجميع بدون استثناء لم يوافق على طلبهم. ولكن بالمزيد من المثابرة ، نجح الإخوة في التعاقد مع شركة تكييف صغيرة في تكساس ، هي شركة فردريك. لم يسمع بهذه الشركة أحد من قبل في منطقة الخليج. قبلت فردريك أن يستخدم الإخوة اسمها وتقنياتها لإنتاج أول وحدة تكييف شباك سعودية. لقد أقنعهم الإخوة بأنهم لن يخسروا شيئاً حيثلم يكن لهم سوق بالمنطقة وبأنهم سوف يربحون من رسوم التقنية التي سوف يدفعها الإخوةعن كل وحدة تكييف (والتي كانت سبعة دولارات لكل وحدة). وإذا كان العام 1974 قد شهد إنتاج أول مكيف وطني بالسعودية وبطاقة إنتاجية بلغت 40 مكيف فقط باليوم ، فاليوم ينتج المصنع 320.000 وحدة من أنواع وأشكال ومقاسات مختلفة والزيادة مستمرة ، كما أن المصنع قد أنتج منذ إنشائه ما يربو على 3 مليون وحدة ويوزع في أكثر من 42 دولة. ويفعلها الإخوة مرة أخرى حيث يتعاقدون –بعيداً عن الشركات الكبيرة- مع شركة سوليه الأمريكية الصغيرة للمشاركة في إقامة مصنعاً للحديد بطاقة لم تتجاوز 1500 طناً شهرياً واليوم يحتل الزامل للحديد المركز السادس في العالم. وكدروس مستفادة ورسائل لكافة الشركات العائلية ، لمأجد أجمل مما قاله الدكتور/ عبد الرحمن الزامل -أحد الإخوة ورئيس مجلس الإدارة- فيإحدى الندوات " كم كان الله لنا معيناً وسنداً عندما خلطنا دماءنا في وعاء مجموعتنا، حتى لم يعد أي منا يقدر على التمييز. كما لم يعد منا يقول همساً ولا علناً هذه شركتي أو هذا مصنعي ، بل أقرر حقيقة أننا لم نجلس في يوم من الأيام كأخوة يحاسب أحدنا الآخر بغرض القسمة أو التوزيع. لقد كانت هذه مبادئنا ولازالت وسوف تستمر -إن شاء الله- فلا نجاح دون مخافة الله ، ولا تقدم دون دفع الحقوق كاملة".
قصص نجاح عربية
1- مكتوب
مكتوب www.maktoob.com موقع عربي يضم أكبر مجتمع عربي على الإنترنت. تأسس الموقع في عام 1999 في عمان - الأردن في بيت عائلة سميح طوقان على يد ثلاثة من المؤسسين:
سميح طوقان وحسام خوري وفادي غندور. الموقع يمثّل إحدى قصص النجاح المدوّية على المستويين المحلي والعربي ، ولم يذهب أصحابها إلى الغرب لدعم فكرتهم ومشروعهم ، بل قرروا أن يكونوا من الرواد وعرفوا الوصفة السحرية للنجاح.
في مقابلة معه تحدّث سميح طوقان المدير التنفيذي لمجموعة مكتوب عن قصّة نجاحه- مكتوب ، بالإضافة إلى رسالة توجّه فيها إلى الشباب العرب الذين يطمحون إلى الريادة والتغيير.
يذكر سميح بأن المشروع بدأ بفكرة إنشاء بريد إلكتروني عربي ، كون انتشار الإنترنت في المنطقة العربية وقتها كان لا يزال في بداياته ، وكان الهدف تقديم منتج يفيد الإنترنت العربي ويساعد على نشر اللغة العربية واستخدامها ، وتقديم خدمات ومحتوىً جيد باستخدام اللغة العربية. وكان التنفيذ ليتم الإعلان عن أول بريد إلكتروني عربي يمكّن المستخدمين العرب من إنشاء بريد إلكتروني والتواصل مع الآخرين بلغتهم. لكنّ الأمر لم يكن بتلك السهولة ، فقد تمّت محاربة المشروع بشدة في البداية وتمّ التنبؤ بفشل المشروع فوراً من قبل الآخرين. لكن خلافاً للتوقعات نجح المشروع وكان هناك 2 مليون مشترك بحلول عام 2001 واستمر النمو حتّى هذه اللحظة.
كمّا أكّد سميح ، أن مهمتنا في مكتوب هي الاستمرار في إنشاء خدمات ومحتوى عربي أكبر ينافس نظراءنا الأجانب لننافس على مستوى عالمي ، مذكّراً أيضاً بحقيقة أن وسائل الإعلام تتجه إلى الإنترنت كون الشبكة العنكبوتية باتت وسيلة إعلام مهمّة وستصبح الوسيلة الأهم خلال 5 إلى 10 سنوات ، مما يعني أن عالم الإنترنت مستمر في النمو وأنّه لا يزال في بداياته.
أمّا عن خطة النجاح السحرية التي استخلصها سميح من تجاربه فتتلخّص في: الفكرة ، سرعة التطبيق (first mover advantage) ، التمويل (محرك النجاح) ، التخطيط ومرونة الخطة المطروحة ، المثابرة والحفاظ على النجاح، فريق العمل (بناء فريق عمل قوي) ، الإدارة الجيدة (إدارة المال: الإيرادات والتكاليف ، والموارد البشرية).
أمّا عن الفكرة فالأفكار كثيرة ومتوفّرة ، لكن يجب أن تكون الفكرة جدية ومدروسة ، ومن ثمّ التطبيق ، والأهم من ذلك سرعة التطبيق. وبالنسبة للتمويل فإن التمويل لا يزال محدوداً للمشاريع المغامرة في الوطن العربي ومرتبطاً في الشركات الكبيرة على عكس الغرب.
وأخيراً يوصي سميح الشباب بعدم الخوف من الفشل مؤكداً أن الفشل ليس عيباً وأن الفشل يمكن أن ينتج نجاحات كبيرة ، لأنه لا يمكننا أن ننجح إذا لم نفشل ، كما أن الطريق ليست سهلة ومعبّدة في عالم الأعمال خاصّة للرياديين كون فكرتهم ستحارب لأنها جديدة ومختلفة ، ولوجود عقبات كثيرة ، وفشل محتمل لبعض الأفكار والمشاريع على الطريق ، إضافة إلى أن الجميع سيحاولون إحباط الفكرة وخلق العواقب فلا تستمع لهم، لأن الاستماع لهم يعني انهيار الفكرة ، وعليك أن تكون مرناً وأن تتعلّم وتثابر وتعمل بجد.
2- مطعم سامي اللادقي
المهاجرون اللبنانيون ناجحون أينما توجهوا في هذه المعمورة، فما السر في ذلك؟ أينما توجهت في سان دييغو المدينة الساحلية الجميلة المطلة على المحيط الهادئ في غرب الولايات المتحدة ستجد فرعا لمطعم يتنافس الزبائن على دخوله واسمه «سامي». حين سألت العارفين ببواطن رجال الأعمال وأصحاب المطاعم الشهيرة قالوا إن سامي اللادقي (أو اللاذقي) الرجل العصامي القادم من بيروت هو المؤسس والمستثمر لعدد من المطاعم والفنادق في كاليفورنيا. نجاح سامي اللادقي لم يأت عبثا أو بضربة حظ لأن رجل الأعمال الناجح الذي فاز بالثروة والمنزلة الرفيعة اليوم كان مغرماً منذ صغره بحب الضيافة وتحضير الأكل اللذيذ وشعاره الآن «كل جيدا لتحس بالسعادة» لذا سافر من لبنان الى المانيا لتعلم أصول مهنة ادارة الفنادق والمطاعم في معهد تخصصي بالقرب من ميونيخ وبعد تخرجه انتقل الى لندن وعمل لمدة سنة في فندق «وستبري» ثم اختارته شركة سونستا لادارة فندق سونستا الملكي في مدينة نيو اورليانز الاميركية ثم انتقل الى فندق الجزيرة (بيننسلا) الشهير في جزيرة برمودا في البحر الكاريبي. افتتح سامي اللادقي (64 سنة) الذي يعرف نفسه بأنه «رجل الأفكار لا الأرقام» أول مطعم فخم يديره ويملكه في مدينة هيوستون بولاية تكساس عام 1983 وسماه باسم مطعم وناد ليلي معروف في بيروت وباريس في الخمسينات وهو «كهف الملك (كاف دو روا بالفرنسية ) وأصبح نجاح المطعم «ضربة معلم» في الوسط الراقي لمدينة البترول الاميركية، لكن ما غير مجرى حياته هو وقوعه في غرام مدينة سان دييغو بكاليفورنيا وخاصة ضاحيتها الرائعة «لا هويا» (أو اللؤلؤة بالاسبانية) القريبة من الحدود المكسيكية فأنشأ عام 1989 أول مطعم سماه باسمه «بيتزا الحطب عند سامي». وكانت فكرته المبتكرة آنذاك أن الكثيرين ممن يحتفلون بعيد العشاق لا يجدون مطعما جيدا محدود السعر على عكس المطاعم الفرنسية الباهظة ويرغبون في التمتع بجو الشباب والمآكل الايطالية كالبيتزا والمعجنات والسلطات بالاضافة الى بعض الأطباق الغريبة على الذوق الاميركي مثل الحمص بطحينة والتبولة أو القريدس (الجمبري أو الروبيان) على الطريقة التايلندية. كانت الوصفة ولائحة الطعام الجديدة أساسا للنجاح الفوري وأصبح لـ «سامي اليوم 15 فرعا في أماكن مختلفة في كاليفورنيا ونيفادا واريزونا، وأعطى اختصاصي الضيافة امتيازا لمطعمين مشابهين في طوكيو وهو يفكر حاليا بالتوسع الى بلدان الخليج العربي. يملك سامي اللادقي أيضا عدة مطاعم راقية اخرى منها ما يختص بمزج المطعم الآسيوي مع الاوروبي مثل مطعم «روبونغي» وفنادق فاخرة تستضيف نجوم السينما القادمين من هوليوود الى سان دييغو للتنزه والراحة أو لانتاج الافلام وتقدر مبيعات مؤسساته السلسلية بحوالي 68 مليون دولار في العام الماضي ويعمل لديه ألفا موظف. ويعتبرونه في سان دييغو شخصية مرموقة من المشاهير لأنه بدأ كمطعم للبيتزا المتأنقة أو ما يسمونها غورميه بيتزا، ثم توسع الى سلسلة من المطاعم منتشرة في كاليفورنيا (لاهويا وكارلسباد وسبرنغ بيتش) ونيفادا (خاصة مدينة لاس فيغاس) واريزونا الصحراوية وهذا نجاح كبير لشاب بدأ حياته المهنية يغسل الصحون في ألمانيا حتى يتعلم كل كبيرة وصغيرة في مهنة ادارة المطاعم.
قصة نجاح المغتربين من أصل لبناني معروفة في اميركا فمن الأسماء اللامعة جون ماك الرئيس الحالي لبنك مورغان ستانلي للاستثمارات وري ايراني رئيس شركة اوكسيدنتال للبترول في لوس أنجليس وجاك نصر الرئيس السابق لشركة فورد للسيارات، وغني عن الأمر أن نذكر الراحل الجراح ميشيل دبغي والفنان داني توماس والسياسيين أمثال دونا شلالا وداريل عيسى وجون سنونو ومصمم الأزياء جوزيف عبود والعالم غسان عنتر والاستاذ الجامعي أمين بركات وبالطبع الأديب الكبير جبران خليل جبران وعشرات غيرهم.
في مقابلة خاصة لـ «الشرق الأوسط» مع سامي اللادقي بمقر عمله في الضاحية الراقية لاهويا وشارع اللؤلؤة بالذات الذي اجتذبه قبل عشرين عاما بجماله وإطلالته على البحر والحيتان التي تعبر شواطئ المحيط الهادئ في الربيع. قال اللادقي عن سر المهنة بصراحة ودون خوف «كثر يحبون افتتاح المطاعم لكن الأمر ليس هواية أو نزوة بل مهنة وصناعة تتطلب الدراسة والاعداد وإلا فشلت بعد بضعة أشهر أو بعد سنوات» وأضاف «أتابع عمل مديري مطاعمي باستمرار لأطلع على ما يجري ولا يمكن لكل منهم أن يدير المطعم على هواه وطريقته الخاصة، فحين تكبر الشركة علينا اتباع نظام معين يطبقه الجميع». وأردف «ان ما يخيفني هو الفشل لأنني رأيت في حياتي عددا من المطاعم الجيدة التي انهارت بعد تردي مستواها». يبدو واضحا من ثقة اللادقي بما يقوله إنه متمكن من ادارته لأعماله وعلى استعداد للتغيير والتعديل بما يلائم ذوق الزبائن ونفسياتهم وموضة الأكل المتبدلة، لذا يهتم شخصيا بلائحة الطعام ومحتوياتها وآخر ما قدمه هو صحن الحمص بطحينة المزين بأجود أنواع اللحم المقلي المفروم مع الصنوبر وهي وصفة جديدة في أميركا لكنها معروفة في بلاد الشام ونالت استحسانا كبيرا منذ تقديمها قبل بضعة أشهر.
تتوقع إحدى شركات الصناعات الغذائية الكبيرة أن يتوسع اللادقي في أعماله في لاس فيغاس لأنها مدينة سياحية يزورها الناس من كل حدب وصوب من أرجاء العالم، لذا فإن لسوق الأكل الجيد بأسعار معقولة مستقبلاً مشرقاً فيها. صاحب الأفكار المبتكرة يفكر بالتوسع لكنه لا يحب الشركاء فهو يعتمد على نفسه وموارده ويضيف قائلا: «أفضل شريك هو البنك فهو يدرس مشاريعي ويمولها ولا يسأل الكثير من الاسئلة لانني أقدم مشروعا ناجحا ولا أحول أموالي وربحي الى العقارات والأراضي بل أستثمرها في المطابخ».
3- عبد السلام أبو عيسى
توجه الي قطر عام 1950، من مسقط رأسه فلسطين حاملاً الكاميرا الخاصة به، باحثاً عن عمل في شبه الجزيرة العربية، بهر من في الدوحة بموهبته في تصوير الأمكنة والأشخاص وساهم في إدخال مجال جديد على قطر، حتى تمكن في 1952 من افتتاح أول ستوديو ومختبر لتحميض الأفلام في الدوحة يحمل اسم «ستوديو السلام»،ومع الإقبال عليه، فكر عبد السلام أبو عيسى بتوسيع عمله، وقام عام 1954 بتحويل المطعم المجاور للاستوديو إلى محل للهدايا، وبدمجهما معاً تحت اسم «ستوديو ومحلات السلام». بعد ذلك ازدهرت الأعمال، وفي عام 1963 ضاقت صالة العرض على الأعمال وانتقلت المؤسسة إلى موقع أكبر، لتشهد السنوات العشر التالية توسعاً في نطاق العمل وأسفاراً كثيرة لإيجاد موردين ومنتجات جديدة لزبائن يتطلعون كل يوم إلى المزيد، إلى أن وصلت الأعمال إلى الإمارات العربية المتحدة وسلطنه عمان واصبحت مجموعة من الشركات منها:-
- التيار للصناعة والهندسة
- السلام للخدمات البترولية
- أمنكس قطر
- السلام ميديا كاسيت
- السلام للخدمات التقنية
- ألو ناسا
- أتيليه 21
- صناعات الخليج للتبريد والتجهيزات الفندقية
-الدولية للتجارة والمقاولات
- الديكور الحديث
- حدائق قطر
- مشاريع السلام
- مصانع السلام
- الشرق الأوسط للتسويق
- السلام بنيان
- مدينة لوسيل
- برج السلام
- وشركات اخري تشارك فيها بنسب متفاوته مثل إجادة ،امتياز دي بيرز لتجارة الماس،أموال انفست،الدولية للتأمين العام،بنك الاستثمار الفلسطيني
حصلت عائلة أبو عيسي علي الجنسية القطرية ورئيس مجلس ادارة المجموعة الآن هو عيسي عبد السلام أبو عيسي أمين رابطة رجال الأعمال القطريين.
4- رفيق الحريري
بدأ حياته العملية قاطفاً للحمضيات ثم مصححًا صحفيًا. نشأ في عائلة متواضعة تقتات من الزراعة إلى الدخول المبكر في العمل ثم إلى عالم المال والأعمال الذي سطع فيه نجمه بسرعة قياسية لينتقل بعدها إلى السياسة.
استطاع رفيق الحريري أن يقطع مشواراً نموذجياً في العصامية والنجاح، بين السفح والقمة، محققاً قفزات قياسية فيها الكثير من الاجتهاد والعمل الدءوب والمضني . عمل محاسباً حتى يستطيع إتمام دراسته الجامعية في كلية التجارة في جامعة بيروت العربية قبل أن ينتقل (بفعل إعلان في جريدة يومية) إلى السعودية حيث عمل في التدريس ، ثم عاد إلى تدقيق الحسابات مجددا ً، جامعاً هذه المرحلة في 6 سنوات ، معيلاً لنفسه ومعيناً لعائلته ،قبل أن يضع قدمه عام 1970 في عالم المال والأعمال مؤسساً شركة صغيرة سماها "سيكونيست". وينطلق بقوة عام 1977 عبر قبول تحد فيه الكثير من المغامرة من خلال اشتراكه مع شركة "أوجيه" الفرنسية في إنشاء فندق في الطائف ، في فترة تسعة أشهر ،بعدما اعتذرت شركات كبرى عن قبول هذا التحدي في حينه ، ليلاقي أول إنجازاته الكبرى ويؤسس بعدها "سعودي أوجيه" المولودة من دمج "سيكونيست" مع "أوجيه" وليكتسب بعدها فيعام 1987 الجنسية السعودية التي يعتبرها من أهم العلامات المضيئة في سيرته الذاتية.
قصص نجاح عالمية
1- بيل غيتس ( مؤسس شركة مايكروسوفت)
أغنى رجل في العالم"، "العبقري"، "الأسطورة"، . هذا هو بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت الذي توصل إلى ثروة شخصية تصل إلى مئة مليار دولار.
بيل غيتس كان يردد لمعلميه أنه سيصبح مليونيراً عند بلوغه الثلاثين عاماً، ولكنه لم يصبح مليونيراً عندما وصل الثلاثين .. بل اصبح مليارديراً!
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ورحلة المليارات تبدأ بفكرة.. واليكم رحلة بيل غيتس الذي استطاع أن يغتنم الفرص ويوظف اكفأ العقول، يركز على أهدافه، يتفوق على المعارضة، يتحكم بالسوق، يصدر قرارات ثابتة، يتعرف على اخطائه ليبقى في الواجهة الأمامية.
ويقول عنه احد أصدقائه في تلك الأيام :"كان بيل أذكى منا جميعاً. ومع ذلك فقد كان متواضعاً وعلى الرغم من أن عمره 9 أو 10 سنوات ولكنه كان يتكلم كالكبار وكان كل ما يقوله أعلى من مستوى تفكيرنا". وكان بيل يحب الانخراط في المخيمات الصيفية وممارسة الرياضة على أنواعها وخاصة السباحة.
بيل غيتس وعمره 14 يؤسس شركة للبرمجة
كان بيل غيتس بارعا بالرياضيات والعلوم، وقد أدرك أهله قدراته المميزة ولذلك بعد إنهاءه المرحلة الابتدائية أرسلاه إلى مدرسة ليك سايد الإعدادية رفيعة المستوى. وفي عام 1968 قررت المدرسة شراء جهاز كمبيوتر، هذا القرار غير مجرى حياة بيل غيتس البالغ من العمر حينها 13 عاماً.
أكثر الطلاب اهتماما بالكمبيوتر كانوا ثلاثة :بيل غيتس، كانت ايفانس وبول ألن الذي كان اكبر من غيتس بسنتين وأسس معه بعد ذلك مايكروسوفت.
كان الثلاثة يجلسون مسمرين أمام الكمبيوتر, الذي كان آنذاك كبيرا وضخما, في أوقات فراغهم، حتى أنهم أصبحوا يفهمون بالكمبيوتر أكثر من أساتذتهم مما سبب لهم مشكلات عدة مع الأساتذة.
وكانوا يهملون دراستهم بسبب هذه الآلة الجديدة.
في يوم استطاعوا اختراق شبكة المؤسسة الرئيسية. والعبث بالنظام وتخريبه عام 1968.
كانت توجد ثغرات واضحة في نظامهم. المؤسسة اضطرت للبحث عن أشخاص تساعدها لحل مشكلتهم. وهناك أعطت المدرسة أسماء بيل غاتز وأصدقائه. واستطاعوا فعلا إصلاح كل شيء وإغلاق الثغرات.
هناك سمت المجموعة نفسها, (1968) Lakeside Programmers Group.
كان الهدف التعريف بعلمهم للعالم الخارجي. كان ذلك نقطة تحول لهم تعرف الطالبان خلالها على الكثير من الأمور.
في المرحلة الثانوية بقي بيل وألن مع بعضهم. وكانوا دائما يفكرون بطرق جديدة وإمكانيات لتنفيذ ما تعلموه. حتى أنهم عملوا بعدها في نفس الشركات, شركة ISI and TRKوفتحوا فرعا لهم
Traf- O- Dataايضا وصنعوا برنامج لإدارة سير المرور وربحوا 20.000 دولار.
ولادة عملاقة البرمجة Microsoft
بعد تخرجه من المدرسة كان متوقعاً من بــيـل غـيـتس أن يدخل إلى أفضل جامعة في الولايات المتحدة هارفارد، وهذا ما حصل فعلاً.
ولكن بـيـل غـيـتس وجد أنه ليس الأفضل في هارفارد في مادة الرياضيات، وكانت قناعته: "إذا لم أكن الأفضل في الرياضيات فلماذا أتابع في هذا المجال؟".
نقطة تحول ثانية حدثت لبيل وكانت في شهر كانون الأول عام 1974 عندما كان بول ألن في طريقه لزيارة بـيـل غاتز، رأى خلالها نسخة من مجلة Popular Electronics. وكانت على الغلاف صورة لكمبيوتر شخصي اسمه ALTAIR 8800وأحضرها إلى غيتس، وأدرك أن عصر الكمبيوتر الشخصي سيبدأ وسيكون متوفراً للناس فبدأ بالتفكير في كتابة برامج لكل كمبيوتر.
اتصل الاثنان بالشركة التي صممت الكمبيوتر وكان اسمها MITS وصاحبها ED ROBERTS فطلب منهما برنامجاً سهلاً للكمبيوتر، فأنكب الاثنان لمدة 8 أسابيع ومنحاه برنامجاً أعطوه اسم BASIC ويقول ROBERTS: "كان ذلك رائعاً وفعلاً كان هذا الأمر نقطة تحول بالنسبة إلى عالم الكمبيوتر الشخصي", وكان هذا السبب الرئيسي لولادة شركة MICROSOFT والتي انبثقت من MICROCOMPUTER SOFTWARE
اشترت الشركة جميع الحقوق منهم.
العمل المتواصل وبداية ممتازة
في عام 76 قرروا إعادة بناء البرنامج ليباع إلى جميع المستهلكين والعامة وايضاً الشركات.
وفعلا شركات كبيرة اشترت البرنامج منها Citibank و GeneralElectric. وفي نفس العام فتح كلا من Billو Allenشركة رسميا في المكسيك.
عندما كان غيتس في رحلة عمل تم تعيين أول سكرتيرة لمايكروسوفت ميريام لوبر. وعندما رجع اتصلت بأحد المدربين تشتكي أن ولداً صغيراً جاء إلى مكتب غيتس وعبث بالكمبيوتر. وذهلت عندما علمت أن هذا الولد كان بــيــل غيتس نفسه ( كان بيل يظهر أصغر بكثير من عمره ).
وعندما علم زوج ميريام أن مديرها عمره 21 عاماً . اقترح عليها أن تتأكد إذا كانت ستقبض راتباً أم لا آخر الشهر.
بعدها بسنة, 77, ارجعوا جميع حقوق برنامج Basic لهم.
صنعوا بعدها برنامجين جدد. وفتحوا فرعا ايضا في اليابان.
قرر بـــيــل غــيــتس وآلن أن ينقلا مكاتب الشركة إلى واشنطن, مكان اكبر لاستيعاب العمل المتزايد.
وكان بيل غيتس قدوة لكل الموظفين في العمل الجاد والمتواصل. وكان يعتقد " أي صفقة أفضل من لا صفقة أبداً ". وكان يأكل البيتزا الباردة ويبقى طوال الليل في المكتب. كان عدد موظفي شركة مايكروسوفت 13 عندما جمعت أول مليون دولار، بعدها انتقلوا إلى سيشل واختار جميع الموظفين أن ينتقلوا مع بيل وآلن .
على الرغم من أن بـــيــل غــيــتس كان مجتهداً ويعمل بكد، إلا انه واجه صعوبات جمة في تعامله مع الموظفين، فقد كان غيتس غير صبور ويواجه الأشخاص بسرعة، ووجد الموظفون صعوبة في التعامل معه وإرضائه. ومهما كان العمل رائعاً كان بيل يقول يجب أن يطوروه، وكان يصرخ في وجههم إذا أحس بأنهم لا يعطون كل ما لديهم لمايكروسوفت.
في نفس السنة افتتحت ايضا شركة Apple وكانت تصنع كمبيوترات وبرامج. ومع هذا فازت مايكروسوفت عليها.
في سنة 79 فاز برنامجهم بأفضل برنامج وحاز على جائزة قدرها مليون دولار.
وتداولت الأحداث وفتحوا ايضا فروع في أوروبا. وعين مديرا جديدا مختص ليدير معه الشركة والأمور المالية.
رحلة بيل غيتس و Microsoft نحو النجوم
عندما كانت شركة IBM تبحث عن برنامج نظام لها. بعد ما صنعت كمبيوترات جديدة. ذهبت إلى مايكروسوفت ولكن بيل لم يكن بيده مساعدتهم لأنه لا يبرمج نظم تشغيل.
كانت توجد شركة تبرمج هي شركة Seatlle Inc. كانت تصنع نظام أسمه OS CP/M.
ولكن الشركة لم توافق على توقيع عقد مع مدير أي بي أم. ولهذا طلبت إي بي ام أن تصنع مايكروسوفت لها نظام تشغيل.
وكيف كان بإمكان مايكروسوفت صنع البرنامج؟ هنا السر.
نفس المبرمج الذي برمج للشركة الأصلية النظام CP/M كان لديه نسخة ولهذا برمج في خلال ستة أسابيع لمايكروسوفت برنامج متشابه ولكنه مختلف تماما عن الأصلي.
ولهذا سمي: QDOS, Quick and Dirty Operating System.
بعد ما عرفت الشركة الأصلية, طردت هذا المبرمج و ذهب وعمل في مايكروسوفت.
اشترت مايكروسوفت هي واي بي ام جميع الحقوق ب 50000$. طورته وأعطته أسم MS- DOS وبعدها باعت البرنامج لـ اي بي ام ب 80000$ ولكن تركت الحقوق لها. (كان هذا ذكاءا من بيل غيتس). كانوا يستعملون الدوس مع برنامج تملكه اي بي ام وهو Top View.
وأحد المواقف الطريفة الذي يذكرها بيل غيتس أنه اكتشف وهو ذاهب إلى أهم اجتماع في حياته مع IBM لعقد صفقة البيع أنه من دون ربطة عنق، فذهب إلى السوق وتأخر عن الاجتماع، ويقول: "الأفضل إن أتأخر من أن أذهب من دون ربطة عنق".
عندها فكر بيل بأنه يجب أن "يزيح اي بي ام من طريقه". هي كانت ممكن أن تكون أقوى منه في المستقبل.
وفكر بإنتاج نظام جديد بدلا من برنامج اي بي ام. وهنا فكر بـ Graphical user Interface (GUI) based windows operatingsystem
عندما بدأت العلاقة بين IBM ومايكروسوفت كان لدى IBM ألف موظف و306 مليارات دولار كدخل سنوي، وفي المقابل كانت مايكروسوفت شركة صغيرة تحتوي على 32 موظفاً وربح بسيط، لكن IBM لم يكن لديها بـيل غيتس.
توالت التطبيقات، وبدأ بــيــل غــيــتس بوضع برنامج معالج الكلمات WORD 1.0 وطوره وكلف الشركة 3.5 ملايين دولار للدعاية والتجربة المجانية.
جمع بــيــل غــيــتس 30 من أفضل المبرمجين وقضوا عامين، مع عمل ساعات إضافية، في محاولة لاختراع ويندوز Windows، النتائج كانت مخيبة للآمال، ولكن اختراع " الماوس" كان أمراً فعالاً وعملياً في ذلك الوقت.
وفقد غيتس صبره وصار يهدد كل من في الشركة بإنهاء خدماته إذا لم يتم الانتهاء من ويندوز، وكان شخصاً لا يرحم في ذلك الوقت.
في ذلك الوقت,1984, كانت شركة ابيل هي الأولى في هذا المجال مع كمبيوتر ليزا. كان أول كمبيوتر مع GUI.
بعدها وجد كمبيوتر ماكينتوش نجاح اكبر لشركة أبيل. ميزاته كانت أحسن.
كانت اي بي ام و مايكروسوفت ما زالتا متحدتين ويتعاونان مع بعض وبرنامج ام اس دوس يلقى نجاحا في كمبيوترات اي بي ام.
وكانت شركة اي بي ام هي أيضا تريد تطوير النظام الى نفس ما يريد بيل. كانت ستسمي البرنامج:Top View WithGUI.
وشركة Visicorpهي ايضا تصنع نفس النظام اسمه GEM ولكن لم يلقيا الدعم الكافي ولم يريا النور.
بعد ما صنع مايكروسوفت أول برنامج ويندوز1 , كان برنامجا ضعيفا وسيئا للغاية. زاد على الحملة الدعائية من شركة ابيل أن مايكروسوفت سرقت بعض أدوات أبيل.
فهنا فقرر بيل أن يضرب عصفورين بحجر واحد, أن ينجح على اي بي ام و ابيل.
فقدم بيل لابيل مبلغ من المال لتمكين شركته من استخدام أدوات Apple في الويندوز الأول وجميع النسخ المقبلة.
بعد سنة صدر ويندوز 2, النسخة المحسنة. وهناك وبعد الشهرة طالبت ويندوز بحرية استعمال أدوات ابيل في منتجاتها وكسبت القضية كاملة وهذا بحق الحقوق التي أخذتها سابقا. وهكذا نجح على ابيل و اي بي ام. لأن نظم اي بي لم ترى الدعم الكافي.
في سنة 89 تركت شركة مايكروسوفت اي بي ام تماما.
في 13 آذار 1986 دخلت مايكروسوفت سوق الأسهم، وأصبح بول ألن و بــيــل غيتس من أصحاب الملايين، وأصبح بــيــل غيتس من أغنى أغنياء أميركا، ولكنه ظل يعيش حياته بالطريقة نفسها. وفي آذار 1986 انتقلت مايكروسوفت مرة جديدة إلى مواقع جديدة لتستوعب الـ 1200 موظف في بارك لاند.
في عام 1988
اشترت مايكروسوفت SQL server from SybaseIncorporationو طورته مع شركة Ashton - tateالمختصة بقواعد البيانات.
مع عدا هذا اشترت جميع حقوق لغة الجافا التي كانت لشركة Sun حتى لا تفوز عليها في هذا المجال.
عام 1994: شركة Wal Mart العملاقة والأشهر عالميا وهي كذلك للآن كما نعرف, شجعت على شراء منتجات مايكروسوفت وعرضتها في متاجرها.
عام 1995 اتحاد 50/50, اي Joint venture مع Dreamworks SKG من أجل إنتاج منتجات في وسائل الإعلام والموسيقى.
وهنا ايضا تذكرت مايكروسوفت أنها نسيت شيء مهم ألا وهو الانترنت.
بعد إصدار Netscape قررت بناء إستراتيجية جديدة لصنع متصفح خاص بها, Internet Explorer.
عام 1996 أشترت Frontpage من الشركة الأساسية.
وحتى لغة الدوت نت ليست لميكروسوفت بل لشركة Borland, التي تملك لغة الدلفي للبرمجة.
وأخيرا أشترت شركة aQuantive للإعلانات, شركة كبيرة وضخمة وحتى مجلس الإدارة قدموا استقالاتهم. فهذا دليل أنهم كانوا مجبرين.
برامج لتطوير الأعمال
في عام 1999 وضع غيتس كتابه "الأعمال وسرعة الفكر" وهو كتاب يوضح كيف يمكن لتقنية الحاسبات الآلية تذليل المشكلات المرتبطة بالأعمال بطرق جديدة مبتكرة. تم نشر الكتاب بـ 25 لغة مختلفة وهو متوفر في ما يزيد عن 60 بلداً.
وحظي كتاب "الأعمال وسرعة الفكر" بتقدير واسع، وحصل على مكان له بين قائمة أفضل الكتب مبيعاً لـ "نيويورك تايمز"، "يو.اس.ايه. توداي"، "وول ستريت جورنال" وشركة "أمازون".
وكان كتاب غيتس السابق "الطريق إلى الأمام" الذي نشر في عام 1995 قد احتل صدارة أفضل الكتب مبيعا في قائمة "نيويورك تايمز" لسبعة أسابيع. وقد قام غيتس بالتبرع بعائد كتابيه الاثنين لمنظمات غير ربحية تعمل على تشجيع استخدام التقنية في التعليم وتطوير المهارات .
عام 2007
اشترت حصة في فيس بوك Facebook و قدرها 1,6% و فازت على غوغل بهذه الحصة.
2- قصة نجاح كولونيل ساندرز ومطاعم كنتاكي
وصفة كولونيل ساندرز السرية جعلته ثاني أشهر شخصية معروفة في العالم...
في عام 1976 كان ميلاده في التاسع من شهر سبتمبر عام 1890 م في بلدة هنريفيل التابعة لولاية إنديانا الأمريكية، وفارق والده -عامل مناجم الفحم - الحياة وعمره ست سنوات، ومع اضطرار والدته حينئذ للخروج للعمل لتعول الأسرة، كان على ساندرز أن يهتم بشأن أخيه ذي الثلاث سنوات وأخته الرضيعة، وكان عليه أيضاً أن يطهو طعام الأسرة، مهتديًا بنصائح ووصفات أمه. في سن السابعة كان ساندرز قد أتقن طهي عدة أنواع من الأطباق الشهية، من ضمنها الدجاج المقلي في الزيت.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ أضطر ساندرز كذلك للعمل في صباه في عدة وظائف، أولها في مزرعة مقابل دولارين شهريًا، ثم بعدها بسنتين تزوجت أمه ورحل هو للعمل في مزرعة خارج بلدته، و بعدما أتم عامه السادس عشر خدم لمدة ستة شهور في الجيش الأمريكي في كوبا، ثم تنقل ما بين وظائف عدة من ملقم فحم على متن قطار بخاري، لقائد عبارة نهرية، لبائع بوالص تأمين، ثم درس القانون بالمراسلة ومارس المحاماة لبعض الوقت، وباع إطارات السيارات، وتولى إدارة محطات الوقود. إنه هارلند دافيد ساندرز، الرجل العجوز المشهور، ذو الشيب الأبيض الذي ترمز صورته لأشهر محلات الدجاج المقلي. لقد كانت رحلة هذا الرجل في الحياة صعبة بلا شك.
في عامه الأربعين كان ساندرز يطهو قطع الدجاج، ثم يبيعها للمارين على المحطة التي كان يديرها في مدينة كوربين بولاية كنتاكي الأمريكية، وهو كان يُجلس الزبائن في غرفة نومه لتناول الطعام. رويدًا رويدًا بدأت شهرته تتسع وبدأ الناس يأتون فقط لتناول طعامه، ما مكنه من الانتقال للعمل كبير الطهاة في فندق يقع على الجهة الأخرى من محطة الوقود، ملحق به مطعم اتسع لقرابة 142 شخص. على مر تسع سنين بعدها تمكن ساندرز من إتقان فن طهي الدجاج المقلي، وتمكن كذلك من إعداد وصفته السرية التي تعتمد على خلط 11 نوع من التوابل الكفيلة بإعطاء الدجاج الطعم الذي تجده في مطاعم كنتاكي اليوم.
كانت الأمور تسير على ما يرام، حتى أن محافظ كنتاكي أنعم على ساندرز (وعمره 45 سنة) بلقب كولونيل تقديرًا له على إجادته للطهي، لولا عيب واحد — اضطرار الزبائن للانتظار قرابة 30 دقيقة حتى يحصلوا على وجبتهم التي طلبوها. كان المنافسون (المطاعم الجنوبية) يتغلبون على هذا العيب بطهي الدجاج في السمن المركز ما ساعد على نضوج الدجاج بسرعة، على أن الطعم كان شديد الاختلاف. احتاج الأمر من ساندرز أن يتعلم ويختبر ويتقن فن التعامل مع أواني الطهي باستخدام ضغط الهواء، لكي يحافظ دجاجه على مذاقه الخاص، ولكي ينتهي من طهي الطعام بشكل سريع، كما أنه أدخل تعديلاته الخاص على طريقة عمل أواني الطبخ بضغط الهواء في مطبخه!
ما أن توصل ساندرز لحل معضلة الانتظار وبدأ يخدم زبائنه بسرعة، حتى تم تحويل الطريق العام فلم يعد يمر على البلدة التي بها مطعم ساندرز، فانصرف عنه الزبائن. بعدما بار كل شيء، اضطر ساندرز لبيع كل ما يملكه بالمزاد، وبعد سداد جميع الفواتير، اضطر ساندرز كذلك للتقاعد ليعيش ويتقوت من أموال التأمين الحكومية، أو ما يعادل 105 دولارات شهريًا. لقد كان عمره 65 عامًا وقتها!
بعدما وصل أول شيك من أموال التأمين الاجتماعي (الذي يعادل المعاشات في بلادنا) إلى الرجل العجوز، جلس ليفكر ثم قرر أنه ليس مستعدًا بعد للجلوس على كرسي هزاز في انتظار معاش الحكومة، ولذا أقنع بعض المستثمرين باستثمار أموالهم في دجاج مقلي شهي، وهكذا كانت النشأة الرسمية لنشاط دجاج كنتاكي المقلي أو كنتاكي فرايد تشيكن، في عام 1952.
قرر ساندرز أن يطهو الدجاج، ثم يرتحل بسيارته عبر الولايات من مطعم لآخر، عارضًا دجاجه على ملاك المطاعم والعاملين فيها، وإذا جاء رد فعل هؤلاء إيجابياً، كان يتم الاتفاق بينهم على حصول ساندرز على مقابل مادي لكل دجاجة يبيعها المطعم من دجاجات الكولونيل. بعد مرور 12 سنة، كان هناك أكثر من 600 مطعم في الولايات المتحدة وكندا يبيعون دجاج كولونيل ساندرز. في هذه السنة (عام 1964)، وبعدما بلغ ساندرز سن 77، قرر أن يبيع كل شيء بمبلغ 2 مليون دولار لمجموعة من المستثمرين (من ضمنهم رجل عمل بعدها كمحافظ ولاية كنتاكي من عام 1980 وحتى 1984)، مع بقاءه المتحدث الرسمي باسم الشركة (مقابل أجر) وظهوره بزيه الأبيض المعهود ولمدة عقد من الزمان في دعايات الشركة. عكف العجوز في خلال هذا الوقت على الانتهاء من كتابه:
Life As I Have Known It Has Been FingerLickin’ Good
(أو: الحياة التي عرفتها كانت شهية بدرجة تدفعك للعق الأصابع – كناية عن الجملة الدعائية التي اشتهرت بها دعايات الشركة) والذي نشره في عام 1974.
تحت قيادة المستثمرين الجدد، نمت الشركة بسرعة، وتحولت في عام 1966 إلى شركة مساهمة مدرجة في البورصة، وفي عام 1971 تم بيعها مرة أخرى بمبلغ 285 مليون دولار، حتى اشترتها شركة بيبسي في عام 1986 بمبلغ 840 مليون دولار. في عام 1991 تم تحويل الاسم الرسمي للشركة من دجاج كنتاكي المقلي إلى الأحرف الأولى كي اف سي، للابتعاد عن قصر النشاط على الدجاج المقلي، لإتاحة الفرصة لبيع المزيد من أنواع الطعام. اليوم يعمل أكثر من 33 ألف موظف في جميع فروع كنتاكي، المنتشرة في أكثر من 100 دولة.
قبل أن يقضي مرض اللوكيميا (سرطان الدم) على الكولونيل وسنه 90 عامًا، كان العجوز قد قطع أكثر من 250 ألف ميل ليزور جميع فروع محلات كنتاكي. حتى يومنا هذا، تبقى وصفة كولونيل ساندرز أحد أشهر الأسرار التجارية المحُاَفظ عليها.
3- قصة نجاح ياهو
كان المؤسسيين David Filo and Jerry Yang مرشحين لنيل مرتبة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية في جامعة ستانفورد, كاليفورنيا.
بدؤوا نظامهم في آذار عام 1994 بطريقة للحفاظ على اهتماماتهم الشخصية في الانترنت. وأصبح هذا النظام يأخذ وقتا أكثر من الدكتوراه نفسها. كانت حينها المواقع على الانترنت تنتشر بسرعة كبيرة وهم كانت فكرتهم بتجميع هذه المواقع وترتيبها.
ولد دافيد فيلو عام 1966 في Wisconsin.
وفي سن 6 سنوات رحل إلى Louisiana. حصل على الليسانس والماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة ستانفورد وهناك التقى بشريكه جيري يانغ, الذي درس ايضا الهندسة الكهربائية وحصل على مرتبة الماجستير من نفس الجامعة.
جيري يانغ ولد عام 1968 في تايوان. مات والده وهو في الثانية من عمره. كانت والدته مدرسة لغة انجليزية.
هاجرا بعد موت والده ب8 سنوات إلى كاليفورنيا وهناك تربي وترعرع هو وأخوته.
بداية الموقع
السجلات أصبحت كبيرة جدا بحيث أنهم أجبروا لتقسيم السجلات إلى أقسام عديدة وأقسام فرعية.
أصبح الموقع دليلا كاملا لمواقع الانترنت وأخذ أسم:
Jerry's Guide to the World Wide Web.
في أبريل من نفس العام تم تغيير الاسم إلى ياهو. أخذ الاسم من رواية رحلات "جاليفر" لـ "جوناثان سويفت", حيث الياهو هو نوع خاص من البشر الذكية.
الشهرة
حقق موقع جيري ودافيد نجاحا كبيرا منذ بداياته وكان في البداية جزءا من موقع جامعة ستانفورد.
في خريف 1994 ياهو وصل لأول مليون زيارة في اليوم.
بعدها تم تحويل ياهو إلى شركة مستقلة في مارس 1995. وهذا بعد موافقة شركة Sequoia Capitalشركة استثمارية معروفة بتمويل المشروع برأس مال قدره مليونين دولار.
ولكن كان هناك مشكلة, فقد كانت العلامة التجارية ملكا لشركة تدعى Ebsco Industries تضعها على نوع من الصلصة الخاصة بالشواء أو الباربكيو. ولهذا تم وضع علامة التعجب بعد الاسم لتفريقه عن صلصة الباربكيو!
بعد ذلك طرحوا أسهمهم في البورصة في نيسان عام 1996. وحصلوا على تمويل أضافي من شركة Investors Renters Ltd. And Softbank وكانت حين ذاك توظف 49 موظف.
السنين التالية والخدمات المقدمة
تقدم الشركة خدمات عديدة جدا, خدمة البريد التي اشتهرت بها.
خدمة البحث , خدمة الألعاب والرسائل الفورية. تقدم ياهو موقعا رائعا للسينما، وآخر للرياضة، وللموسيقى، والألعاب، واستضافة المواقع، واستضافة المدونات، واستضافة الصور، وخدمات للهواتف المحمولة، وموقعا للسيارات، وموقعا لاستضافة الملفات، وموقعا للمتعاملين مع البورصة، وموقعا للتوظيف، وللخرائط، والموسيقى، والأخبار، والتسوق، والتكنولوجيا، والسياحة، والتليفزيون، وموقعا للأطفال، وللاتصالات الهاتفية عبر الإنترنت.
الشركة تعطي ايضاً وسيلة الأعمال التجارية عن طريق الموقع وخدمات للشركات مصممة لتحسين الكفاءة والتواجد لعملاء ياهو.
من الخدمات الجديدة التي يقدمها طرح سؤال وجواب وهذه الخدمة جذبت أكثر من 12,3 مليون زائر, ومقارنة مع جوجل عند طرح هذه الخدمة, فقط 947000 شخص ضغطوا على أجوبة جوجل. هذه الخدمة من الخدمات المميزة جدا والأفضل في ساحة الانترنت. وأسلوب ياهو يختلف عن جوجل في طرح الأجوبة.
من الخدمات الأخرى, الخدمات الإعلانية الهادفة لكل شخص على حدا Smart Ads.
تنشأ هذه الخدمة إعلانات سريعة ومخصصة لكل شخص حسب عمره, مكان أقامته واهتماماته في الانترنت. ماعدا هذا كله تحولت الشركة من شركة ويب 1.0 إلى 2.0 وقدمت RSS feeds. عن طريق هذه الخدمة يتمكن الناس في البحث عن طريق ياهو في موقعهم نفسه.
وعدد كبير آخر من الخدمات التي يصعب حصرها.
وقد قامت مؤخرا بإلغاء خدمة Photo share للتركيز على مواقع خدمات مشاركة الصور الأخرى الخاصة بها مثل Flickr و Kodak و Shutterfly.
ياهو لا تملك شبكة بلوغ كبيرة مثل غوغل ولكن عندها إمكانيات التحديث هائلة والسيطرة الكاملة.
ياهو موجود في عدة آماكن في أوروبا, آسيا, أمريكا اللاتينية, وأستراليا, كندا وأمريكا. المركز الرئيسي موجود في أمريكا.
4- قصة نجاح مؤسس الفيس بوك
عندما وصل مارك زكربيرغ إلى مدينة بالو آلتو في ولاية كاليفورنيا قبل أربع سنوات لم يكن يملك سيارة تقله أو بيتاً يأويه أو عملاً يقيه من السؤال، وحتى لا تبدو هذه الصورة القاتمة كفصل من رواية البؤساء فإن مارك اليوم يمسك بدفة قيادة موقعه الاجتماعي “فيس بوك دوت كوم” Facebook.com الذي اشتهر عالمياً بوصل الناس بعضهم ببعض، رافضاً بنفس الوقت الأيدي التي مدت إليه بعروض تصل إلى مليار دولار. فهل يُعقل هذا الولد؟
الحياة على حافة الهاوية
خلال ثلاث سنوات فقط تحولت عمليات موقع “فيس بوك دوت كوم” من غياهب الشقق المؤجرة بالتسوية إلى رحاب مكاتب الشركات الفارهة التي يتوفر فيها ثلاث وجبات يومياً إضافة إلى خدمة الكي والغسيل الجاف، لكن برغم هذا التطور الظاهر إلا أنها قد بقيت مبعثرة كغرف طلاب سكن الجامعات.
تشبه حياة زكربيرغ قصة فيلم بدأ بطفل معجزة يخترع ظاهرة تكنولوجية أثناء دراسته في جامعة راقية، وهي هارفارد، ومن ثم يطلقها لتثير زوبعة من الاهتمام. ومع صعود نجمه يبدأ الطلاب البارزون بالتجول قرب غرفته في سكن الجامعة على أمل التعرف عليه شخصياً. وينتهي هذا الفصل بتركه للكلية ليعمل على تطوير اختراعه ويصبح لسوبرمان الذي سيغير العالم كما عهد. وفعلاً ما بدأ من أربع سنوات كمجرد موقع انترنت اجتماعي Networking Site يخص طلاب الجامعة أصبح الآن الواجهة المفضلة لما يربو عن 42 مليون مشترك (أكتوبر 2007 و التوقعات تقول أن العدد سيصبح 60 مليون بنهاية عام 2007)، منهم موظفين في الوكالات الحكومية وشركات في قائمة العمالقة الـ 500. ويتلقى الموقع يومياً زيارات من أكثر نصف عدد مشتركيه. فبحسب شركة “كومسكور ميديا ميتريكس” التي تتعقب حركة شبكة الانترنت فإن موقع “فيس بوك” هو سادس موقع استخداماً في الولايات المتحدة- وهذا يعني أن 1% من الوقت على الانترنت تذهب لصالح موقع “فيس بوك”.
كما صُنف الموقع بحسب الشركة المذكورة في المرتبة الأولى من ناحية أعداد الصور المتبادلة على الانترنت، حيث يصل عدد تلك المحملة في الموقع يومياً إلى ستة ملايين صورة. وبدأ الموقع ينافس محرك البحث “غوغل” مع Flickrو 85 مليون صورة و غيره من عمالقة التكنولوجيا. باعتباره الواجهة المفضلة للموهوبين من المهندسين الشباب الساعين في وادي السيليكون الأمريكي. تقول ديبرا آهو وليامسون وهي محللة في شركة إي-ماركترe-Marketer بأن الموقع يسير بخطوات حثيثة لجلب 100 مليون دولار من العوائد هذه السنة – وهذا مبلغ لا يستهان به.
يعترف زكربيرغ أنه “هاكر”Hackerبقوله: “يظن معظم الناس لدى سماعهم كلمة “هاكر” أن الموضوع يدور حول اختراق الأنظمة”، لكنه يجاريك بهذا الرأي إذا ما وصفته بهاكر عندما يعرف أنك تختلف معه في ترجمته لهذه الكلمة. فبالنسبة له يدور مجتمع الهاكر حول المشاركة بالجهد والمعرفة لإنجاز شيء أكبر وأفضل وأسرع مما يمكن لفرد واحد القيام به. ويشرح ذلك قائلاً: “هناك تركيز شديد على الانفتاح والمشاركة بالمعلومات كإستراتيجية عملية ونموذجية لإنجاز أي شيء”. حتى أنه قام باختراع مصطلح جديد باسم “هاكاثونز” Hackathons علقه على موقع فيس بوك- وهو مرادف لما قد يفسره الآخرون على أنه جلسة مركزة لتبادل الأفكار بين مجموعة من المهندسين.
مارك زكربيرغ، الهاكر الشرير
لكن ما دفع موقع “فيس بوك” إلى واجهة العالم كان يعتمد بالأصل على الاقتحام والدخول غير الشرعي من الطراز العتيد، وكان زكربيرغ هو الجاني. ترعرع زكربيرغ في ضاحية “دوبس فيري” المترفة في نيويورك، وهو ثاني أخواته البنات والابن الوحيد لطبيب أسنان (بالمناسبة لم يكن يعاني من التسوس) وطبيبة نفسانية (أترك للقارئ التفكير بالدعابة المناسبة هنا). بدأ بالعبث بالكمبيوتر بعمر مبكر وتعلم بنفسه كيفية البرمجة. وطور هو وزميله دي أنجلو Adam D’Angeloقبل تخرجهما من الثانوية برنامج يعمل كميزة إضافية لمشغل موسيقى mp3المشهور باسم وين آمب “Winamp”، ويهدف إلى تتبع وتعلم عاداتك في الاستماع إلى الموسيقى ليقوم لاحقاً بإنشاء قائمة الأغاني التي يحبها ذوقك. وبعد نشرهما للبرنامج مجاناً على الانترنت ثار اهتمام كبرى الشركات مثل مايكروسوفت وأمريكا أون لاين وخاطبوه على الهاتف بلهجة يستذكرها زكربيرغ بقوله: “أنظر يمكنك المجيء للعمل لدينا. آه وبالمناسبة أحضر معك ذاك الشيء الذي برمجته”. لكن عوضاً عن تلقف هذه العروض قرر الاثنان متابعة الدراسة، فالتحق دي أنجلو في جامعة “كالتك” وزكربيرغ في جامعة “هارفارد”.
وهنا وقعت أحداث حلقة جريمة الاختراق التي بدأت دوافعها بسبب عدم توفير جامعة هارفارد لأسماء وصور الطلبة في دليل أساسي، وهو دليل متعارف عليه لدى جامعات أخرى باسم كتاب وجوه الطلبة FaceBook، وبالمقابل أراد زكربيرغ إنشاء نسخة الكترونية من هذه المعلومات، لكن الجامعة كما يقول زكربيرغ :”أصرت على مقولة أن الكثير من الأسباب تحول دون جمع تلك المعلومات” ويضيف: “أردت فقط أن أبرهن لهم أن ذلك ممكن”. ففي إحدى ليالي بداية السنة الدراسية الثانية اخترق زكربيرغ سجلات الطلبة الإلكترونية في الجامعة، وأنشأ موقعاً بسيطاً أطلق عليه اسم “فيس ماش” “Facemash” والذي يعمل على مقارنة صور الطلبة مع صور الزائرين لتحديد أيهم “أكثر جاذبية” شكلاً. وخلال أربع ساعات فقط قدم للموقع 450 زائراً وشوهدت 22,000 صورة، وعندما اكتُشف أمره قطعت جامعة هارفارد وصلة الانترنت عن زكربيرغ. بعد حفلة توبيخه على يد الإدارة والتي صاحبها جدل كبير في الحرم الجامعي بحسب ما دونته مجلة الجامعة اعتذر زكربيرغ بكل أدب من زملائه الطلاب. لكن أصر على قناعته بأنه قد فعل الصواب بقوله :”كنت اعتقد أن تلك المعلومات يجب أن تكون موفرة.” (رفضت جامعة هارفارد التعليق على هذه الحادثة)
وبالنهاية عمد زكربيرغ إلى مراوغة الإدارة. فقام بعمل نموذج لكتاب الوجوه Facebook وطلب من زملائه إدخال بياناتهم بأنفسهم. و ساعده في البداية أصدقائه Andrew McCollum و EduardoSaverin وقد استهلك مشروعه وقتاً كثيراً منه حتى أنه مع نهاية الفصل الأول وقبل يومين من امتحان الفن والتاريخ وجد نفسه في معضلة عويصة، لا يكمن حلها إلا بدراسة 500 صورة من الحقبة الرومانية [المترجم: حقبة أغسطس أول إمبراطور روماني]. يقول زكربيرغ :”لم تكن هذه المادة مشابهة للحساب أو الرياضيات من ناحية تطبيق النظريات ومن ثم احتساب الأرقام، حيث يجب حفظها قبل وقت الامتحان.” وكان الحل أنه قام بمغامرة على نمط مغامرات توم سوير، فبنا موقعاً على الانترنت ووضع كل من تلك الصور في صفحة وخصص مكاناً للتعليقات. وبادر إلى إرسال بريد الكتروني يدعو فيه زملائه لزيارة الموقع والمشاركة بملاحظاتهم عن تلك الصور التاريخية، تماماً كما يتم في حلقات دراسية لمناقشة مهمة على الانترنت. ويضيف بقوله:”خلال ساعتين امتلأت صفحات الصور بالملاحظات وكانت نتيجة الامتحان جيدة ليس بالنسبة لي فقط بل للجميع.”
انطلاق موقع The Facebook
انطلق موقع Thefacebook.com كما سمي أصلاً في 4 فبراير 2004. واشترك فيه نصف الطلاب الدارسين في جامعة هارفارد خلال أسبوعين ومن ثم وصل عددهم إلى الثلثين. انضم لاحقاً إلى زكربيرغ صديقيه موسكوفيتز وكريس هيوز Dustin Moskovitz and Chris Hughes للمساعدة في إضافة مزايا أخرى وتشغيل الموقع معتمدين على خدمة استضافة للمواقع كلفت 85 دولاراً في الشهر. وتبع ذلك رغبة طلاب من كليات أخرى عرض بياناتهم ووجوههم على الموقع مما دفع الثلاثي إلى تخصيص مساحات للمشتركين الجدد من جامعات مثل ستانفورد وييل. ومع حلول شهر مايو وصل المشتركين في الموقع إلى 30 جامعة. كانت العائدات تأتي من الإعلانات الخاصة بالمناسبات الطلابية والأعمال الخاصة بالكليات والتي بلغت بضع آلاف من الدولارات.
ويقول زكربيرغ عن هذا الانجاز “ما تمنيناه هنا هو السفر إلى كاليفورنيا لإمضاء عطلة الصيف هناك احتفالا بانجازنا.”
وفعلاً توجه في نهاية السنة الدراسية الثانية (بعد ما تركا الجامعة نهائيا و قررا الالتفات للموقع بدوام كامل) إلى مدينة بالو آلتوPalo Altoبصحبة صديقيه موسكوفيتز وهيوز و آدم. استأجروا لدى وصولهم شقة بالتسوية مع Sean Parkerمؤسس موقع رفع الملفات Sharing serviceNapster ليست ببعيدة عن حرم جامعة ستانفورد وهنا تدخلت الدجاجة لتبيض ذهبا .
القضية
في أيلول 2004 قامت شركة و موقع ConnectU بمقاضاة مارك و انه سرق جميع الكودات البرمجية منها لاستعمالها في موقعه الشخصي والقضية ما تزال عالقة ولم تثبت إدانة مارك لهذه اللحظة. و القصة كانت انه عين في هذه الشركة لتطوير الموقع فقام بأخذ الكود و القائمة البريدية وأرسل للجميع رسالة يحرضهم على التسجيل في موقعه فكشفت الشركة الموضوع. والآن بالعكس يقول كمارك أن كون كت يو هي تسرق لائحة البريد من موقعه و ترسل لهم رسائل لان يسجلوا في موقعها و رفع عليهم قضية بهذا الموضوع والأمور ما تزال عالقة بين قضيتهم و قضيته.
بداية الاستثمار
أول استثمار كان من قبل المؤسس المشترك بتأسيس شركة و موقع Paypal, Peter Thielبمبلغ قدره 500.000 دولار.
في آذار 2005 استطاع الموقع استجذاب شركة Accel Partnersلضخ مبلغ قدره 12,7 مليون دولار كرأس مال استثماري. و في آب من نفس العام اشترت فيس بوك اسم نطاق فيس بوك بدون “ذي” من The About Face Corporationبمبلغ قدره 200.000 دولار.
في شباط عام 2006 بدأت فيس بوك بالسماح لطلبة الجامعة بإضافة طلبة جامعيين كأصدقاء. و بعدها بشهر بدأت الإشاعات تظهر عن إمكانية شراء الموقع من العمالقة الكبار. وفي نفس الشهر قام فيس بوك بأضخم تقدم ألا وهو تمكين جهة ثالثة و مطوريين لكتابة تطبيقات للموقع.
في نيسان 2006 Peter Thiel GreylockPartnersو Meritech Capital Partnersاستثمرا مبلغا إضافيا قدره 25 مليون دولار في الموقع.
2007
قام فيس بوك في السنة الأخيرة بإضافات عديدة للموقع, تصنيفات و خدمات مما وسع من مجال الموقع و أخيرا اشترت شركة مايكروسوفت 1,6 من الموقع بمبلغ قدره 240 مليون دولار و أيضا امتلكت إعلانات الانترنت على شبكة فيس بوك في الوقت الراهن.
قدر فيس بوك قيمة شركته ب 3,7 مليار دولار. المعلومات اتضحت من خلال ملف قضائي لم يتم حمايته و مراقبته بشكل جيد.
تقديرات أسعار الفيس بوك كموقع عالمي :
عرف مكتب الإعلام The Associated Pressأن قيمة فيس بوك تبلغ 3,7 مليار دولار فقط. المبلغ بالطبع أقل بكثير من 15 مليار دولار, المبلغ المقدر من قبل مايكروسوفت عام 2007 لفيس بوك و التي اشترت حين ذاك الوقت أسهم بقيمة 240 مليون دولار في فيس بوك.
المعلومات ظهرت من ملفات محمية تم تبادلها في المحكمة التي دارت بين فيس بوك و ConnectUو التي اخيرا تم حسمها (كنا ننتظر النتيجة بفارغ الصبر).
خطأ غبي
استنتجت APأن قيمة أسهم الشركة الغير مسجلة في البورصة تبلغ كلا منها 8,88 دولار. المعلومات أخذت من هذا الملف السري, الذي على اساس أنه لا يمكن قراءة كافة المعلومات الموجودة عليه و لكن كان ممكن بكل سهولة نسخ و لصق البيانات. إذا لم تنجح المحكمة في تخبئة المعلومات المالية في ملف ال pdf. حيث انه تحت كلمات “سري أو محذوف” يوجد مربع ابيض و لكن ممكن مع نسخ و طبع معرفة ما هو مكتوب بكل سهولة. أيضا ممكن البحث في الملف عن الكلمات المحذوفة!!
ورفض المتحدث من فيس بوك عن الإدلاء بأي تفاصيل و حتى مايكروسوفت.
يذكر انه في أيار الماضي قال محاموا الشبكة الاجتماعية أن الأسهم التي تملكها مايكروسوفت في الموقع لا تقارن بقيمة فيس بوك الحقيقية.
وقد اشترت مايكروسوفت أسهم تفضيلية في فيس بوك, أي انه إذا حصل شيء للشركة تكون هي أول من تحصل على حقوقها المالية. و تابع المحامون ان ال240 مليون دولار التي دفعتها مايكروسوفت هي مثل مقارنة تفاح مع أجاص.
تسوية
أشار المحللين أن إيرادات فيس بوك بلغت العام الماضي مابين 250 و 300 مليون يورو.و اراد الأصدقاء السابقين ل Zuckerberg(مؤسس فيس بوك) و الذين هم وراء ConnectUتسوية الموضوع فيما بينهم عندما اتضح أن قيمة فيس بوك الحقيقة هي ربع ما قدرته مايكروسوفت فقط.
و بالفعل حصل الاصدقاء على ما ارادو و القضية تم حسمها مع 65 مليون دولار يتم دفع جزءا منها عن طريق أسهم في الشركة.
اتضح من خلال الملف أيضا أن فيس بوك مستعدة لدفع 20 مليون دولار نقديا إلى ConnectU. كذلك تم تبديل 1.253.326 سهم من المالك: إذا اتبعنا قانون مايكروسوفت فهذا يعني ان الأسهم تبلغ قيمتها 45 مليون دولار و لكن إذا اتبعنا تقديرات فيس بوك فقيمة الأسهم تبلغ 11 مليون دولار. أي ConnectUاستلمت مبلغ ما بين 31 مليون و 65 مليون دولار.
هنا تقدير آخر لفيس بوك من New York Times, التي استطاعت تحديد قيمة فيس بوك بشكل جيد تقريبا و بدون النظر للملف السري.
الدروس المستفادة من القصة :
أولا التعاون: التعاون بين الأصدقاء الذي كان من أهم أسباب نجاح هذا الموقع و عالم الانترنت يشهد طفرة في بناء مواقع عالمية على أساس التعاون و تقسيم الوظائف و المعرفة بالعمل كفريق.
ثانيا خلق مارك موقع يحتاجه الكثير من الناس والطلبة على وجه الأخص و كان يوجد طلب عليه: هو ركز في البداية على الطلبة ولكن بعد ذلك أصبح الجميع يريد الانضمام. معدل نمو الأعضاء يبلغ 3 % أسبوعيا و هو معدل مذهل لم تصل إليه شركة أخرى حتى الآن. 50 ملون عضو تقريبا و أكثر من نصفهم يزور الموقع مرة على الأقل شهريا. خلق بيئة سلسلة لتبادل المعلومات و اختيار الأشخاص و الأعضاء الذين تريد معهم تبادل المعلومات. و هكذا ترى جميع الذين في شبكتك فقط كالمنزل أو الشركة أو المدرسة.
ثالثا ميزات عديدة للموقع و خبرات: TheWall, Gift, Marketplace, Pokes, Status, Events, Applications like iLike, platform, Graffiti, Adomomics, Video’s, Games, Chess, Class SchedulesOnline,…
ل 24 أكتوبر 2007 يوجد أكثر من 6500 ميزة و تطبيق.
رابعا: الكثير يعزي سبب النجاح أن مارك بدا ينشر الموقع في جامعة هارفارد الشهيرة و هذا بحد ذاته سبب يؤدي للنجاح بما أنها جامعة مشهورة جدا و معروفة. ولعبت الأقدار في هذه النقطة. وانتشر في البداية عن طريق الطلبة بين بعضهم البعض.
خامسا: بناء اسم و علامة معروفة و مألوفة و هكذا لن تنسى لدى العامة و لدى المعلنين أيضا المهتمين بالعلامة و ليس فقط الضغط على الإعلانات وإنما “العلامة التجارية القوية” التي يريدون المعلنون العمل معها.
5- قصة نجاح اليوتيوب
اسم سطع في عالم الانترنت لتصبح بين عشية و ضحاها أكبر مستضيف لملفات الفيديو المنتجة على المستوى الشخصي في العالم .. و تدخل في مصاف كبريات الشركات التقنية ذات الوجود المؤثر في عالم الانترنت على المستوى العالمي.
البداية
مهاجر من تايوان أتى إلى أمريكا لحياة أفضل وفعلا حقق أمنيته عندما فتح موقع الفيديو الأكبر عالميا يوتوب. بعد سنتين فقط أصبح مشهورا جدا. يوتوب كان يعتبر اختراع السنة, "Invention of the year", حتى باع الموقع بـ 1,65 مليار دولار لقوقل.
ولد Steve Shih Chenفي عام 1978 في تايوان. عاش للثامنة من عمره هناك.
وبعدها هاجرت عائلته لأمريكا وذهب المدرسة الثانوية.
وبعدها ألتحق بـ Illionios Math and Science Academy.
في المرحلة الجامعية ألتحق بجامعة النوي في أوربانا للحصول على شهادة كمبيوتر. هذا لفترة نصف دوام لأنه عمل في Paypal, شركة للدفع التي غيرت مسيرة حياته.
ChadMeredith Hurley, ولد عام 1977 وكان الولد الأوسط في العائلة. والده كان مستشار مالي, بينما كانت والدته تعمل كمدرسة في مدرسة محلية. بعد حصوله على الثانوية درس في الجامعة الهندية في بنسلفانيا للحصول على البكالوريوس في الفنون الجميلة. هو ايضا كان يعمل في Paypal. كان عليه صناعة لوغو للشركة الجديدة لإظهار قدراته. وحصل على الوظيفة واللوغو فعلا هو نفسه الذي يرمز للشركة الآن.
جواد كريم, ولد عام 1972 في ألمانيا. من أب بغلاديشي وأم أمريكية , أستاذة في العلوم والكيمياء في الجامعة في مينيسوتا . أخذ الماجستير في علوم الكمبيوتر من ستانفورد وحاليا يدرس في الجامعة للحصول على مرتبة أكادمية عالية.
العمل في Paypal
عند العمل في Paypalأصبح لـHurley, Chen and Jawadأصدقاء. في وقت الفراغ كانا يتناقشان في أفكار تجارية. عند شراء ebayلـ Paypalبـ 1,54 مليار دولار, أستلم الثلاثة مكافأة كبيرة لأنهما كانا السبب بنمو هذه الشركة المبتدئة. وقررا فتح مشروع خاص بهم.
Chen وقدراته في الهندسة وHurley أفكاره المتجددة وجواد بعلمه في العلوم في الكمبيوتر, فكرا بأن فتح شركة خاصة ممكن جداً.
في كانون الثاني 2005 كانوا قد حضروا حفلة عشاء في سان فرانسيسكو لأحد الأصدقاء. أخذا لقطات فيديو وأحبا تبادلهما مع بعض الأسبوع المقبل ولكن لم يجدا الطريقة لتمكنهم من فعل ذلك.
الملفات كانت كبيرة جدا لإرسالها عن طريق البريد الالكتروني ولإرسالهم على المسنجر ممكن إن يتأخر لساعات.
هنا جاءتهم فكرة أنشاء موقع فيديو YouTube.
في شباط وفورا بدأ بتطوير الموقع. وفي أيار استلما أول رد من العامة. وفي كانون الأول- ديسمبر افتتحا الموقع رسميا. بحلول هذا الوقت كانا يخدمان أكثر من ثلاثة ملايين فيديو في اليوم.
الانطلاق الفعلي
موقع يوتوب تم تفعليه لأول مرة في 15 شباط 2005. استخدما أموالهم مع استثمار بدأ الثلاثة ببطء يبنيان الموقع. فقط في نوفمبر وعندما حصلا على دعم من شركةSequoia Capitalاستطاعت الشركة أن تنطلق انطلاقها الحقيقي.
Roelof Botha مؤسس الـ Paypal وشريك فيSequoia Capital أخذ ايضا مقعدا في مجلس الإدارة.
الاستثمار الأول لـ Sequoiaكان قدره 3,5 مليون دولار. ولكن وضعت بعد ذلك مبلغ قدره 87 مليون دولار أضافي في بدء التكنولوجيا.
بجمعهم بين المهارات الفنية والهندسية, أنشأ موقعا على الشبكة باستخدام Adobe Flash. هذا البرنامج موجود بكل الحواسيب الشخصية. كما أنهم أوجدوا تفاعلية مجتمع عن طريق السماح للأعضاء بباقة خدمات مثل البحث في الفيديو الموجود. كما بدؤا باستخدام Google Adsense, برنامج الإعلانات من قوقل لجلب الأرباح لتغطية التكاليف الباهظة للموقع.
عام 2006م
في صيف عام 2006 م يوتوب أصبحت من أكثر المواقع نموا. أنشهرت كثيرا حتى شائعات الشراء بدأت تنتشر. الكثير طلب شراء الشركة. وهو كان ممكن أن يواجه مشاكل كثيرة من أجل الخصوصية.
ومن الطريف أن رجل الأعمال Mark Cuban, قال "فقط الغبي سيريد شراء تلك الشركة!".
شركة جوجل العملاقة تعرض شراء موقع يوتيوب.
وقع العقد رسميا في 13 تشرين الثاني 2006 وأبقى ستيف وشاد في الإدارة لمواصلة دورهم في الإدارة.
أما جواد, ترك الشركة وذهب للتدريس في الجامعة في ستان فورد. هو حلمه فقط أن يكون مدرسا في الجامعة . رغم كل الاموال التي حصل عليها (ثلث 1,65 مليار) أختار المسيرة الأكاديمية والكل استغرب الموضوع.
6- قصة نجاح دومينوز بيتزا
تعتبر دومينوز بيتزا Domino’s Pizza ثاني أكبر سلسلة مطاعم البيتزا في الولايات المتحدة الأمريكية، لها أكثر من تسعة آلاف فرع على امتداد 60 دولة، تشغل أكثر من 150 ألف شخص وتحقق إيرادات سنوية تزيد عن 1.5 مليار دولار.
بدأت قصة دومينوز بيتزا صيف 1960، حين عرض جيمس موناهان على أخيه توم مشاركته لشراء محل بيتزا صغير معروض للبيع، اسمه دومينيكز DomiNick’sويقع قريبا من جامعة ميتشيجان الشرقية.
لم يكن لدى الأخوين أي خبرة في مجال إدارة المطاعم ولا حتى في إعداد البيتزا، لذلك كانت السنة الأولى من عمر المطعم مرهقة جدا، خاصة وأن جيمس قرر الانسحاب من المشروع بعد ثمانية أشهر، وحصل مقابل حصته في المطعم على السيارة التي كانا يستخدمانها في توصيل الطلبات.
حين بدأت أحوال المطعم تتحسن لاحقا، قرر توم موناهان البدء في فتح فروع أخرى للمطعم، لكنه واجه آنذاك مشكلة مع المالك السابق للمطعم (دومينيك) الذي لم يسمح له باستخدام اسمه في مطاعم أخرى، فبدأت آنذاك رحلة البحث عن اسم جديد، إلى أن اقترح أحد رجال التوصيل الاسم الحالي “دومينوز بيتزا”.
عمل توم باجتهاد حتى يحقق لمطعمه النجاح، فكان شديد الاهتمام بكل التفاصيل، صغيرها وكبيرها. بقي قريبا من الزبون العادي ليعرف رأيه ومتطلباته، وظف متذوقين مكفوفي البصر للحكم الحيادي على جودة البيتزا، واكتسب حب واحترام فريق عمله، فاستطاع التحسين تباعا من جودة البيتزا، وفي نفس الوقت التخفيض من التكاليف.
انطلق المطعم الثاني سنة 1967 ثم الثالث سنة 1969. لكن طموح توم بالتوسع السريع، واكتشافه لأسلوب الفرانشايز وما يحققه من عوائد جزيلة، دفعه للاقتراض لفتح فروع جديدة، فوصلت عدد أفرع دومينوز بيتزا بسرعة إلى 44 فرعا، إلا أن هذا التوسع لم يتم بشكل سليم، فعدد الموظفين كان كبيرا ومردوديتهم متواضعة، والمحلات الجديدة تواجدت في مناطق سكنية مزدحمة فعانت دائما من الزحام وهو ما أثر على سرعة التسليم. فكانت النتيجة سلسلة متواصلة من الخسائر أدت إلى امتلاك البنوك المقرضة 51% من ملكية المطاعم.
وظفت البنوك، في إطار خطة إعادة الهيكلة، مديرا جديدا لإدارة الشركة. لكن ما فعله هذا المدير كان أسوء بكثير، فزاد سوء الإدارة وبدأت الشركة تتلقى دعاوي قضائية من الموردين والمتعهدين. فما كان من البنوك التي فقدت أملها في إصلاح الوضع سوى إعادة تسليم الإدارة للمؤسس توم موناهان، الذي عاد سعيدا لشركته، وبدأ يستجدي الموردين للاستمرار في تزويد المطاعم ويستعطف المتعهدين والمدينين لإلغاء شكاويهم القضائية. وافق البعض ورفض آخرون، وبعد سنتين من الصراع اليومي والعمل الشاق، استطاع توم أن يسدد كل الديون، وبدأت سلسلة مطاعم دومينوز بيتزا في التعافي واسترداد زبنائها.
بدأت الشركة تطبق نظام التوصيل خلال 30 دقيقة وإلا فإن البيتزا مجانية، ومع تطوير برامج تحفيزية للموظفين وتحسين نظام الفرانشايز، بدأ التوسع السريع لدومينوز بيتزا، فقفزت عدد الفروع من 200 سنة 1978 إلى أزيد من 1100 سنة 1983.
سنة 1989 قرر توم التنحي عن إدارة الشركة، استعدادا لبيعها لاحقا، لكن في تلك الفترة دخلت سلسلة مطاعم بيتزا هتالمنافسة بشدة، واستطاعت التفوق على دومينوز بيتزا في زمن التسليم، فبدأت الأوضاع تتدهور مجددا في دومينوز بيتزا، فكان على توم العودة سنة 1991 لإدارة الشركة، لينقذها من كبوتها، واستمر في ذلك إلى غاية سنة 1998 حيث باع 93% من أسهمه لشركة استثمارية، ثم بعد ست سنوات طرحت أسهم الشركة في البورصة وأدرجت في سوق نيويورك للأوراق المالية.
7- قصة نجاح جوجل
البداية
بيج و برين. ترعرعا في بيئة رياضيات- حسابات وكمبيوتر. سميا, باحثين الكمبيوتر من الجيل الثاني
." Computer scientistsof the second generation"
كل شيء كان بالنسبة لهم, مشكلة حسابية. كل شيء موضع للشك ويستحق البحث فيه.
سيرجي برين Sergey Brin(مواليد 21 آب 1973 او 34 عام) ولاري بيج Larry Page(مواليد 26 آذار 1973 او 35 عام), اشترك الاثنين في نفس الاهتمامات والطموحات بالإضافة إلى المهارات التي يكمل كل منهما بها الآخر.
فسيرجي من جهة صاحب صوت عال ومنطلق يرغب دائما في أن يكون داخل دائرة الضوء ومحور اهتمام الآخرين، أما لاري فعلى النقيض هادئ ومتأمل لا يحب الكلام.
كبرا وترعرعا وهما يستخدمانه (الحاسب) سواء في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية كما استعمل والداهما الكمبيوتر في البيت والمنزل لحل المشاكل الرياضية الصعبة وهي بيئة لابد وان تولد عباقرة في علوم الكمبيوتر.
حضر الاثنان مدرسة مونتسوري وهي مدرسة تعمل على تخليق وتطوير قدرات الإبداع في الأطفال في سن صغيرة و مهاراتهم العقلية و الجسمية في المراهقة.
الجامعة
تلقى لاري تعليمه الجامعي في جامعة ميتشغان بآن هربر في هندسة الكمبيوتر ودرس إدارة الأعمال للحصول على شهادة البكالوريوس عام 1995، وعمل كرئيس لمجموعة طلاب هندسة الكمبيوتر في ولاية ميتشغان.
واستفاد لاري من عدد من الدروس التي وفرتها الجامعة منها برنامج تكوين القيادات الذي هدف إلى إمداد الطلاب بالمهارات اللازمة لكي صبحوا قادة للمجتمع.
كما استفاد خلال دراسته بجامعة ميتشغان بزملائه وأساتذته الذين لم يبخل احد منهم عليه قط بالنصيحة و الخبرة.
والدا سيرجي كانا متخصصين في العلوم والتكنولوجيا حيث عملت والدته كباحثة بمركز أبحاث جودرد لأبحاث الفضاء والطيران بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا. وعملت في برنامج لمحاكاة الظروف الطبيعية التي تؤثر على السفر في الفضاء كالضغط الجوي والحرارة. أما الأب فهو مايكل برين أستاذ الرياضيات بجامعة ميريلاند والذي قام بنشر عدد من الأبحاث العلمية حول حل المسائل الرياضية المعقدة ، والذي له إسهاماته في مجال الهندسة التجريدية وأنظمة الحركة.
عام 1970 هربت أسرة برين من روسيا هربا من موجة العداء للسامية ومع هذا الأب كان دائما متميز في زرع حب العلم والعمل والاجتهاد في سيرجي.
عندهم ثقة كبيرة بنفسهم وإرادة قوية لينجحوا في خططهم. بيج كان يسمى "المفكر"و سيرجي التقني. الاثنين درسوا في نفس الجامعة, جامعة Stanford. أول مرة تقابلا فيها كان في الجامعة, عام 1995. كانت بالصدفة عندما كانوا يعملون جولة على الجامعة مع مجموعة من الطلبة.
تناقشا كثيرا في عدة مواضيع. كانت أفكارهما متناسبة بعد فترة توصلا أنهم يحلمون نفس الحلم. "التحدي للحصول على معلومات مهمة من بين مئات وآلاف المعلومات".
أكملوا دراستهم وحصلوا على الشهادة.
الوظيفة
برين حصل على وظيفة في الجامعة كباحث على معلومات من بين قاعدة بيانات هائلة. وكان هو ومجموعته يقومون ببحث عن ما هي أفضل المجلات التي تباع وكم يحتاج البائع للحصول على عمل مربح من تلك المجلات.
فكر برين كثيرا بتنفيذ هذا على محركات البحث الموجودة: Lycos, Webcrawler, Magelan , ,Infoseek, Exciteو hotlot.
أما بيج, حصل على وظيفة في التا فيستا. كان حين ذاك, التا فيستا, أشهر محرك بحث.
بيج كان دائما مذهولا بهذا المحرك. كيف يظهر النتائج عن طريق وصلة وعند الضغط على الموقع. يظهر لك الموقع في صفحة أخرى. كان شيئا جديدا بالنسبة له.
ولكنه بدلا من التفكير في هذه التقنية و برمجة محرك بحث, جلس يبحث في هذه الوصلات وكيف ممكن له أن يجعل الأهم منها في البداية؟؟؟ ولكنه ليدرس هذه الوصلات كان بحاجة إلى قاعدة بيانات كبيرة جدا. إذا عليه تحميل "جميع الانترنت" في كمبيوتره الصغير!! قال هذا لأستاذه, وسأله إذ ممكن أن يساعده. ولكن الأستاذ ضحك عليه وقال له:" هل أنت مجنون, تريد الانترنت كله في كمبيوترك!". لم يصدقه!!!!
قابل برين ووجد أنه هو أيضا يبحث عن نفس الهدف. اتفقا أن يبرمجا محرك بحث خاص بهم لإمكانيتهم فحص ما يريدوه.
المحرك الخاص بهم 1997
وفعلا, عملا ليلا نهارا وبرمجا المحرك Backrub. وبعدها بسنة اشتهرت هذه التقنية وخاصة في الجامعة نفسها.
التمويل
وفي منتصف عام 1998 ووسط تطوير المحرك, بدأ الاثنين يبحثان عن ممول لتمكينهم من ملكية البرمجة. ولكن كان صعبا جدا.
صديقهم ديفيد فيلو, مؤسس ياهو بعد ذلك, شجعهم وقال لهم من الأفضل لهم فتح شركة و تطوير المحرك بنفسهم.
ولكنهم كانوا بحاجة للمال. تركوا مخططات الدكتورا, رسموا مخطط للشركة والإستراتيجية وذهبوا للبحث عن ممول و مستثمر. قرروا تسمية المحرك والشركة, اسم له علاقة بهدف الشركة, قرروا تسمية الشركة Googol. ولكن خطا إملائي في تسجيل الدومين أصبحت غوغل! وهذا التعبير يدل في لغة الرياضيات إلى الرقم 1 متبوعاً بمائة صفر. ومع مرور الايام أصبح الاسم هو Google. ودخل المصطلح القواميس حاليا بمعنى استخدام محرك جوجل للبحث عن المعلومات.
أحد أعضاء الجامعة وصلهم بأحد مؤسسي شركة سان Andy Bechtolsheim, أحد مؤسسي صن مايكروسيستمنس.
ولكنه كان رجل كثير المشاغل, لم يكن عنده الوقت الكثير. طرحوا عليه الفكرة باختصار واقتنع بها وأعجبته.
قال لهم" أنا لا أريد الدخول بالتفاصيل, ليس لدي الوقت. مار أيكم 100.000$ تكفي بالغرض باسم شركة جوجل"
افتتاح شركة جوجل
ولكن لم تنتهي مشكلتهم!!! شركة جوجل كانت غير موجودة حين ذاك الوقت. لن يتمكنوا من صرف الشيك.
ولكن حصلوا على قرض من البنك بمليون دولار و افتتحوا الشركة خلال أسبوعين. في 7 سبتمبر 98 تحديدا.
عملوا ليلا نهارا وطوروا المحرك ليكون منافسا لغيره. بل الأفضل. وفعلا حصلوا من مجلة الكمبيوتر على لقب" أفضل محرك بحث."
في ذلك الوقت كانت جوجل تجيب على 10000 طلب يوميا.
تطبيق الذي كانوا يطمحون فيه
كان هدفهم, كما ذكرنا سابقا, إيجاد إمكانية تفضيل وصلات, مواقع, عن أخرى. من ناحية الأهمية . واستطاع الاثنين فعلا تطوير نموذج لماكينة البحث تعتمد على العلاقة بين المواقع لا على عدد مرات ورود كلمة البحث ومشتقاتها فيها وحسب.
بعد دراسة طويلة توصلوا في سنة 1999 إلى الطريقة المعروفة الآن, The Ads, adswords-Pageranking, إمكانية الربح عن طريق البحث في المحرك. وجوجل هو الأول الذي استطاع تنمية واختراع هذه التقنية. ففازوا على ألتا فيستا! وهنا يمكنون بعض الشبكات من الظهور في الأول.
ولكن هذه التقنية أعطوها للجامعة. بما أن جميع الأبحاث في البداية كانت هناك. والقاضي أيضا حكم للجامعة بالحقوق.
وجميع الحقوق مسجلة باسم الجامعة وجوجل يستحق لها استخدام الحقوق لسنة 2011.
في عام 1999 ضمن جوجل ايضا تمويل بمبلغ 25 مليون دولار من شركتين في وادي السيلكون وهما سيكويا كابيتال و بايرز اند كلينر بيركنز. وأدى زحام الموظفين الى انتقال جوجل إلى مقره الحالي في كاليفورنيا.
واختار ايه او ال نتسكيب (AOL/Netscape) جوجل كمحرك بحث يخدمها ويساعدها في تلبية ثلاث ملايين بحث في اليوم.
خدمات إضافية و الوصول الى القمة
في عام 2000 بدأت غوغل باستخدام تقنية وخدمة بيع الإعلانات عن طريق كلمات البحث. هذه التقنية كانت الرائدة لgoto.comوبعدها اشترتها الياهو وأسمتها Yahoo search Marketing. في البداية عملت جوجل و ياهو عن طريق عقد شراكة و لكن فيما بعد اشترت جوجل التقنية.
الكل كان يفشل في الحصول على دخل عن طريق محرك البحث ماعدا غوغل. استطاع أن يستعمل التقنية بشكل ممتاز.
وقدم جوجل فيما بعد شريط البحث (Google Toolbar) حيث يمكن المستخدمين من البحث دون زيارة الموقع واكتسب هذا الشريط شعبية كبيرة وربط المستخدمين كثيرا بخدمات جوجل.
ووفر جوجل فيما بعد خدماته باللغة العربية والتركية وأكثرمن 26 لغة أخرى.
ويقدم جوجل العديد من الخدمات و البرامج المجانية من بينها خدمات إعلانية وخدمات الصور ومجموعات النقاش والأخبار والكتب والتسوق والتدوين والموسوعات .ومن أهم برمجيات جوجل برنامج جوجل ايرث Google Earthالذي يتيح لمستخدميه مشاهدة معظم المدن والمناطق الموجودة في العالم من خلال صور الأقمار الصناعية والجوية.
قبل تسع سنوات بدأ جوجل في تمويل قيمته مليون دولار. واليوم تفوق قيمة جوجل السوقية 150 مليار دولار.
لاري و سيرجي
تقدر ثروة بيج حاليا بنحو 18 مليار دولار ويأتي في المرتبة 33 في قائمة أغنى الأغنياء لمجلة فوربز بعد شريكه برين مباشرة. أما برين فتزيد ثروته حاليا عن 18 مليار دولار.
8- قصة نجاح سحر هاشمي
قال الخبر أن سحر هاشمي كانت أول من تحدث في مؤتمر الجمعية الدولية للدعاية والإعلان المقام في دبي في شهر مارس عام 2006، فمن هي سحر هذه؟ وما أهميتها حتى تكون أول من يتحدث في هذا المؤتمر؟
سحر هاشمي إيرانية الأصل، مواليد عام 1968 وهي رحلت عن إيران مع أهلها في سنة 1980، عقب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، إلى إنجلترا. تعلمت في المدارس الإنجليزية واختارت المحاماة مهنة، ومضت حياتها رتيبًة حتى توفى والدها فجأة في عام 1994 فقررت الاستقالة من عملها والسفر إلى الأرجنتين لتقضي 5 شهور في تعلم الأسبانية، ثم عادت إلى إنجلترا لتبحث عن عمل لفترة طويلة، دون أي توفيق، حتى قررت في شهر نوفمبر من العام ذاته أخذ إجازة طويلة لزيارة أخيها (بوبي) في نيويورك، حيث كان يعمل استشاري استثمارات في أحد البنوك، وبينما هي جالسة في مقهى أمريكي تنتظر وصول قهوتها مع بعض الكعكات خالية الدسم، جال بخاطرها كم هي مشتاقة إلى القهوة الأمريكية، وتساءلت لماذا لا تجد مثل هذه القهوة في إنجلترا حيث اعتادت أن تعيش وتعمل؟
عصفت الفكرة الجديدة برأس سحر، وأشركت أخاها بوبي في الأمر، وهو كخبير يعرف الأفكار العبقرية من على بُعد، قرر مشاركتها وتمويل مرحلة الأبحاث الأولية حتى حلول وقت التنفيذ الفعلي. عادت بعدها سحر إلى لندن لتقضي الساعات تلو الساعات وهي تنتقل من مكتبة لأخرى، تطالع كتب تشرح كيفية بدء المشاريع الجديدة، وجاءت عليها فترة مرت فيها على كل مقاهي لندن، في كل شارع وحدب وصوب، تدرسهم وتقارن بينهم حتى وصلت لنتيجة مفادها أن أهل العاصمة لندن لا يحصلون على قهوة عالية الجودة، وهذا ما برر شعورها الدائم بعدم قدرتها على العثور على فنجان قهوة طيب المذاق قوي التأثير خلال عملها في العاصمة الإنجليزية. دراستها بينت كذلك أن الإنجليز باتوا يشربون كمية أقل من الشاي، في مقابل المزيد من القهوة، وعللت ذلك بسبب زيادة حجم الأسفار والأعمال مع الشركاء الأوروبيين وغيرهم ممن يعتمدون بشكل أكبر على القهوة.
فكرة سحر الجديدة قابلها الرفض من 19 مؤسسة تمويلية رفضت الإيمان بجدوى مثل هذه الفكرة (الطائشة وقتها). تروي لنا سحر عن صعوبة مرحلة البدء هذه قائلة: “حين بدأنا لم يكن هناك هذا الكم من المعلومات والمساعدات المتوفرة اليوم، لقد بذلنا جهدًا شاقًا كي نقنع أنفسنا وأصدقائنا وممولينا والموردين والمستهلكين والجميع بجدوى الفكرة، لقد كان الأمر بمثابة تسلق مرتفع حاد، بل لقد كان تحديًا كبيرًا”.
في النهاية وافقت وزارة التجارة والصناعة على إقراض المشروع الجديد مبلغ 75 ألف جنيه إسترليني، وفي نوفمبر 1995 (بعد مرور عام على ورود الفكرة لسحر) كان افتتاح أول مقهى جمهورية القهوة Coffee Republicفي شارع ساوث مولتون. اعتمدت مقاهي جمهورية القهوة على تقديم أكثر من نكهة قهوة تلائم الرغبات المختلفة للشاربين، من قهوة ذات زبد كثيف لأخرى بدون، ومن تلك بطعم الموكا لتلك بنكهة العسل والقرفة.
رغم التنوع الكبير في المعروض من نكهات القهوة، لكن البداية كانت صعبة للغاية، فلقد نظر رواد المقاهي بعين الاستغراب لهذا المقهى الجديد، كما أن العثور على العمالة الكفؤة كان صعبًا، وأصعب منه الحفاظ عليها. لم يكن الانسحاب أو الاستسلام من الأشياء الواردة على ذهن الأخوين، لذا قررا أن يستعينا بشركة علاقات عامة كي تتولى الدعاية لهما، وكان من نتيجة ذلك نشر بعض التقارير الصحفية الإيجابية.
جاء ربيع 1996 بالمزيد من الأعمال والأشغال للأخوين، وفي ديسمبر 1996 كان افتتاح المقهى الثاني في وسط لندن، ما دفعهما في أكتوبر 1997 لتحويل مشروعهما إلى شركة مساهمة وطرحا الأسهم في البورصة، ما عاد عليهما بمبلغ 8.5 مليون جنيه إسترليني، تم توجيهها لمزيد من التوسع والانتشار. كانت الأمور تمضي على ما يرام، وتذكر سحر سعادتها البالغة حين رأت أول عميل يرحل ومعه قدح قهوة يحمل اسم المقهى في يديه. في يوليو 2000 تم طرح المزيد من الأسهم، ليجمعا 20 مليون جنيه إسترليني، تم توجيهها في افتتاح 40 مقهى جديد في عام واحد، ليصبح إجمالي عدد المقاهي 82 مقهى خلال خمس سنوات من تاريخ البدء ، تناثرت في أكبر المدن الإنجليزية، وعمل فيها أكثر من 800 موظف.
شيئاً فشيئاً بدأ الأخوان يعتمدان على المدراء في إدارة الجمهورية، وبدأت سحر تركز على زيارة مقهى كل يوم في الصباح، حيث تقضي ساعة كاملة، كمرتاد تقليدي، تراقب فيها الجودة؛ جودة المعاملة وجودة المنتج. تؤكد سحر أكثر من مرة قائلة: “هدفنا هو التأكد من أننا لم نتحول لشركة عملاقة مترامية الأطراف، فننسى كيف ولماذا أقمنا هذه الشركة”. تؤكد سحر أن عملها السابق كمحامية ساعدها كثيرًا، حيث كانت تسدي النصح لكثير من العملاء، لكنها كانت تطمح لأن ترى ثمرة هذا النصح والمجهود بنفسها.
في عام 2001 تنحت سحر عن دورها في الجمهورية (التي كانت تدر 30 مليون إسترليني سنوياً) لتتحول كاتبة، فأخرجت لنا في يناير 2003 كتابًا يحمل اسم: “الكل يستطيع أن يفعلها، كيف أسسنا جمهورية القهوة من على طاولة المطبخ” ليحل الأول في قوائم أكثر الكتب مبيعًا في إنجلترا، لعدة أسابيع، ونال الكتاب العديد من الجوائز والترشيحات، وتم تدريس بعض أجزائه في مدارس الأعمال الإنجليزية. تم اختيار سحر ضمن أكثر 100 سيدة ذات تأثير في المجتمع الإنجليزي، ونالت العديد من الألقاب واحتلت صورها العديد من أغلفة المجلات العالمية، ذات الطابع العمالي وغيرها، وتحدثت في الكثير من البرامج الإذاعية والتليفزيونية، وانتهت بالحديث في دبي في مارس الماضي!
هل توقفت سيدة الأعمال الإيرانية عن الإبداع؟ رغم أنها أعلنت عدم نيتها للعودة لبدء مشاريع جديدة، لكن الطبع غلاب وها هي تبدأ مشروعًا جديدًا: كعكات خالية من الدهن ومن السكر ومن كل ما له علاقة بزيادة الوزن. بكونها سيدة تحافظ بكل قوة على رشاقتها، فهي وجدت نقصًا في السوق الإنجليزية تجاه الحلويات خالية السكر والدهن والسعرات، لذا بدأت عملية البحث من جديد، واتفقت مع الموردين، ثم بدأت منتجات سكني كاندي (أو الحلوى النحيفة) في الظهور في مقاهي جمهورية القهوة. التحدي الجديد الذي تواجهه سحر هو قناعة الناس أن أي منتج يحمل اسم Diet(صحي/قليل السعرات) سيكون طعمه رديئًا وهذا ما تنوي سحر أن تغيره.